أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، عن مبادرة تاريخية لإنشاء منظمة أمنية إقليمية متخصصة في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأوضح خريستودوليديس خلال مؤتمر عقد في نيقوسيا أن بلاده تعمل حالياً على “تهيئة الظروف السياسية اللازمة” لإطلاق منظمة متخصصة في السلامة والتعاون الإقليمي.
وقال الرئيس القبرصي: “إذا شئتم، فإن شكلاً من أشكال الناتو أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الشرق الأوسط سيؤكد فوائد تعزيز التعاون الإقليمي”.
استراتيجية قبرص كجسر دبلوماسي
وأكد خريستودوليديس عزم قبرص على قيادة هذه المبادرة ودورها كجسر ديبلوماسي بين أوروبا والدول الجنوبية المجاورة.
وتستند هذه الرؤية إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط، المطل على منطقة معقدة تشهد تحديات أمنية متعددة.
الدور الإنساني السابق لقبرص
وأثبتت قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، التزامها تجاه المنطقة من خلال أدوار إنسانية حقيقية.
حيث عملت الجزيرة كمركز إجلاء للمدنيين الأجانب الفارين من النزاعات، وأجرت عمليات نقل جوي من السودان ومناطق أخرى غير مستقرة.
كما وفرت قبرص ممراً بحرياً لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر رصيف مؤقت ولاحقاً بالتنسيق مع إسرائيل.
التحديات الأمنية في المنطقة
يأتي هذا الاقتراح في سياق اضطراب أمني متزايد في الشرق الأوسط. حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة تتعلق بالنزاعات المسلحة والتوترات الجيوسياسية والتهديدات الإرهابية.
وتسعى المبادرة القبرصية لإيجاد آلية تعاون تجمع دول المنطقة حول أهداف أمنية وسياسية مشتركة. وتعكس هذه المبادرة إدراكاً قبرصياً بأن الاستقرار الإقليمي يتطلب تعاوناً منظماً يتجاوز العمليات الثنائية المحدودة.
وتهدف المنظمة المقترحة إلى توفير منصة دائمة للحوار والتنسيق الأمني بين دول الشرق الأوسط، مما قد يساهم في تقليل التصعيد وتعزيز الاستقرار.




