وقعت إيران والصين في 27 مارس 2021 اتفاقية تعاون استراتيجي مدتها 25 عاماً تهدف إلى تعزيز الشراكة في مجالات متعددة اقتصادية وعسكرية. ووقعت الاتفاقية في طهران بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، وتعتبر تتويجاً لمفاوضات استمرت سنوات.
تشمل الاتفاقية استثمارات صينية ضخمة تتراوح بين 280 إلى 400 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية والنقل والتصنيع في إيران، مقابل ضمان إمدادات نفطية بأسعار منخفضة للصين.
آليات التمويل والنفوذ
تقوم الاتفاقية على نظام متكامل يتيح للصين حق شراء النفط والغاز الإيراني بخصوم مضمونة، واستعمال عملات متعددة في المدفوعات، متجاوزةً بذلك العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على إيران.
كما توافق إيران على تأجير جزر في الخليج لتواجد أمن صيني يوظف حتى 5000 عنصر، مما يعزز النفوذ السياسي والعسكري الصيني في المنطقة.
اتفاق “النفط مقابل التكنولوجيا العسكرية”
وفق تقرير حديث لشركة “درايد غلوبال”، تم تأسيس آلية تبادل “النفط مقابل تكنولوجيا عسكرية” بين إيران والصين ضمن إطار هذه الاتفاقية الاستراتيجية، مما يتيح لإيران تمويل معاركها بالوكالة من خلال صادرات نفط سرية مقابل وصولها لأسلحة متطورة من الصين، مثل منظومة الصواريخ HQ-9 والطائرات المسيّرة.
تشكل هذه الآلية تحدياً كبيراً للعقوبات التي استهدفت أكثر من 250 كيانا وسفينة في 2025، حيث تستمر عمليات التبادل عبر يوان صيني وشبكات شركات وهمية.
توسع “أسطول الظل” وخطورته البحرية
يضم “أسطول الظل” لنقل النفط الإيراني ما يقارب 477 ناقلة، تعمل بأجهزة تتبع مغلقة ويستخدم فيها التعتيم عبر عمليات نقل النفط بين السفن ليتم تهريب النفط بسُمعة “ماليزيه”.
يمثل هذا الأسطول 10% من القدرة العالمية لناقلات النفط، وتتجاوز أعمار 70% من سفنه 15 عاماً، مما يرفع خطر التسربات وحوادث الملاحة، خصوصا في مضائق بحر الصين الجنوبي ومالاكا.
الهجمات البحرية واستخدام التكنولوجيا الصينية
نفذت مجموعات تتبع للنظام الإيراني، أبرزها الحوثيون، أكثر من 130 هجوماً في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة مزودة بتقنيات صينية متطورة، مما زاد نسبة نجاح هذه العمليات بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بعام 2023.
كما يستغل الحرس الثوري الإيراني هذه التقنيات في عمليات تشبه القرصنة البحرية، كما حدث باحتجاز ناقلة “ستينا إمبرو” في مضيق هرمز عام 2019.
التأثيرات الإقليمية والدولية
تشكل هذه التطورات تهديدات خطيرة لاستقرار الأمن الإقليمي، وتحدياً كبيراً لمصالح الغرب الاستراتيجية، حيث تمثل تعميقاً لتكتيكات الالتفاف على العقوبات، وتمويلاً للحروب بالوكالة التي يخوضها النظام الإيراني في المنطقة.
هذا التقرير يسلط الضوء على تحالف محوري جديد بين طهران وبكين يعزز موقف إيران في مواجهة العقوبات ويدعم قدرتها العسكرية والاقتصادية عبر تبادل النفط مقابل التكنولوجيا الحديثة.




