يُعرف مرض الذئبة الحمراء بـ “مرض الألف وجه” لأن أعراضه تختلف كثيراً بين مريض وآخر. ويُطلق الباحثون هذا الاسم على المرض الالتهابي المزمن الذي يهاجم فيه جهاز المناعة أنسجة الجسم السليمة.
ويؤثر هذا المرض على ملايين الأشخاص حول العالم، مع معدل إصابة يصل إلى مليون ونصف شخص في الولايات المتحدة وحدها.و تواجه الذئبة الحمراء تحديات تشخيصية ضخمة لأن أعراضها تشبه أمراضاً أخرى كثيرة.
مرض الذئبة الحمراء يُصيب النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال
ويُصيب المرض النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال. فتسع من كل عشر مريضات بالذئبة الحمراء هن نساء.
ويظهر المرض غالباً أثناء سنوات الإنجاب من عمر المرأة. ويزداد خطر الإصابة كثيراً بين الأشخاص من أصول إفريقية أو صينية أو آسيوية، وينتقل المرض وراثياً، فإذا أصيب أحد التوأم المتطابق يكون لدى الآخر احتمالية 24 بالمئة للإصابة به أيضاً.
الأعراض الشائعة الإرهاق الشديد والحمى وآلام في المفاصل والعضلات
وتختلف الأعراض اختلافاً جذرياً بين المرضى. وتشمل الأعراض الشائعة إرهاقاً شديداً وحمى وآلاماً في المفاصل والعضلات. وقد يعاني المرضى من طفح جلدي فراشي على الخدين والأنف. ويصاب البعض بقرح في الفم وجفاف في العيون.
وقد يعاني المرضى أيضاً من آلام في الصدر وضيق في التنفس. ويمكن للمرض أن يؤثر على الكليتين والقلب والرئتين والدماغ والجهاز العصبي. كما لا يوجد مريضان بأعراض متطابقة تماماً.
العلماء اكتشفوا مؤخراً أن ميكروبات الأمعاء تلعب دوراً حاسماً في تطور المرض
واكتشف العلماء مؤخراً أن ميكروبات الأمعاء تلعب دوراً حاسماً في تطور المرض. فقد تؤثر هذه الميكروبات على توازن الجهاز المناعي. فتغييرات في تكوين الميكروبات قد تؤدي إلى انهيار في الدفاعات المناعية.
وهذا الاكتشاف فتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات تركز على استعادة توازن الميكروبات. وكشفت الدراسات الحديثة أن خلايا T المنظمة تلعب دوراً أساسياً في السيطرة على الالتهاب. وهذه الخلايا تفشل عند مرضى الذئبة الحمراء.
ويحاول الباحثون الآن تطوير علاجات تعزز هذه الخلايا. وتشمل الأبحاث استخدام عوامل بيولوجية معينة لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج المزيد من خلايا T المنظمة.
ولا يوجد علاج شافٍ للمرض حتى الآن، لكن العلماء يطورون علاجات جديدة تتحكم في الأعراض. وتشمل العلاجات الحالية الأدوية المضادة للالتهاب والأدوية المثبطة للمناعة. ويساعد التشخيص المبكر على منع أضرار أكثر خطورة.




