أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال ظهوره في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” من واشنطن أن زيارته تمثل تحولاً تاريخياً في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة ودخول دمشق مرحلة جديدة بعد ستة عقود من القطيعة السياسية والعزلة الدبلوماسية. أصبح الشرع بذلك أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض ويلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطوة وصفت بأنها بداية مسار استراتيجي جديد بين البلدين.
من محاربة داعش إلى شراكة اقتصادية
أوضح الرئيس الشرع أن أحد الأهداف الأساسية لهذه المرحلة الجديدة هو الانتقال من النظرة الأمنية لسوريا كـ”تهديد” إلى شراكة تقوم على التحاور والتفاوض المباشر، خاصة فيما يخص ملف مكافحة تنظيم “داعش” والأمن الإقليمي. وشدد على أن سوريا تُطرح اليوم كشريك اقتصادي محتمل ووجهة للاستثمار الأميركي—خصوصاً في قطاع الطاقة واكتشاف الغاز—في ظل رفع جزئي للعقوبات وتوجه لتعزيز أواصر التعاون الثنائي.
الموقف من مفاوضات السلام و”اتفاقات أبراهام”
استبعد الشرع الانخراط المباشر في مفاوضات مع إسرائيل في الوقت الحالي، معللاً ذلك باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض سورية منذ 1967. وأوضح أن الوضع السوري يختلف جذرياً عن دول اتفاقات أبراهام، لكنه لم يغلق الباب أمام إمكانية لعب الولايات المتحدة دور الوسيط مستقبلاً. وقال إن أي مصالحة أو تفاوض يتطلب أولاً معالجة قضايا السيادة السورية والاحتلال.
العدالة الانتقالية ومصير بشار الأسد
كشف الرئيس الشرع أن جزءًا من مفاوضاته مع روسيا والقوى الدولية تطرق لقضية محاسبة من تورط في جرائم بحق السوريين خلال الحرب، بمن فيهم بشار الأسد نفسه. وأعلن عن إنشاء هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية تضطلع بمهمة المحاسبة والمصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن هذا شرط لأي اتفاق مصالحة مع دمشق وأن روسيا لا تزال تحتفظ بموقف مختلف في هذا الشأن.
ملف الأميركيين المفقودين
تعهد الشرع أمام الإعلام الأميركي ببذل قصارى جهده لكشف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس وغيره من الأميركيين المفقودين في سوريا، لافتاً إلى أن هناك حوالي 250 ألف مفقود سوري لا تزال مصائرهم مجهولة منذ اندلاع الحرب.




