سعت أفغانستان، في إطار جهودها للتقليل من اعتمادها على باكستان، إلى تعزيز مسارات التجارة عبر إيران وآسيا الوسطى، بعد أن تسبب إغلاق الحدود بين البلدين في خسائر اقتصادية فادحة.
ووجه نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، الملا عبد الغني برادر، التجار والصناعيين الأفغان إلى استخدام طرق بديلة لباكستان في تجارتهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
جاء هذا التوجه بعد إغلاق خمسة معابر حدودية رئيسية بين البلدين، بما فيها معبرا تورخام وسبين بولدك، لأكثر من شهر منذ منتصف أكتوبر الماضي، إثر اشتباكات نادرة بين الجانبين. وأوضح وزير التجارة بالوكالة نور الدين عزيزي أن أفغانستان تخسر نحو 200 مليون دولار شهرياً جراء إغلاق هذه المعابر.
الجهود الأفغانية تركز حالياً على تطوير ممرات تجارية عبر ميناء شاباهار الإيراني
وتركز الجهود الأفغانية حالياً على تطوير ممرات تجارية عبر ميناء شاباهار الإيراني، الذي يوفر منفذاً بحرياً إلى بحر العرب، متجاوزاً باكستان كلياً.
وأفاد عبد القاسم أمرخيل، رئيس اتحاد مصدري الفواكه المجففة في كابل، بأن الصادرات الأفغانية عبر ميناء شاباهار تسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن البضائع التي كانت تستغرق شهرين للوصول إلى الهند باتت تصل خلال 20 يوماً فقط.
وفد فني أفغاني يقوم بزيارة إيران لتقييم فرص النقل والتجارة
من جهة أخرى، قام وفد فني أفغاني بزيارة إيران لتقييم فرص النقل والتجارة، حيث أجرى مراجعة شاملة لعمليات الموانئ ومرافق العبور والبنية التحتية للنقل، بما في ذلك موانئ شاباهار وبندر عباس.
وقال الناطق باسم وزارة الصناعة والتجارة، عبد السلام جواد آخوند زادة، إن الوفد عقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة سبل تعزيز الربط التجاري بين البلدين.
أفغانستان تعمل على تطوير ثلاثة طرق بديلة
بالتوازي، تعمل أفغانستان على تطوير ثلاثة طرق بديلة تربطها بأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان، مما يوفر لها وصولاً إلى روسيا وكازاخستان وأوروبا وتركيا والصين.
وتهدف كابول إلى تحويل نصف صادراتها إلى طريق أوزبكستان بحلول نهاية عام 2025، وجعل ممر كولما عالي الارتفاع صالحاً للعمل على مدار السنة بحلول عام 2027.
وعلى الرغم من أن هذه الطرق أقصر من حيث المسافة، إلا أن تكاليف النقل تزيد بنسبة 30-40%، وأوقات العبور أطول بسبب قيود البنية التحتية.
ورغم ذلك، أكد برادر أن أفغانستان لن تفتح الطرق التجارية مع باكستان دون ضمانات قوية بعدم إغلاقها مجدداً.
كما منعت الحكومة الأفغانية استيراد الأدوية من باكستان، واصفة إياها بأنها منتجات ذات جودة متدنية، ومنحت التجار مهلة ثلاثة أشهر لإنهاء تعاملاتهم وتسوية حساباتهم مع الشركات الباكستانية. وحذر برادر من أن “التجارة ومعاناة اللاجئين تُستخدم كأدوات لدوافع سياسية غير منطقية”.




