تتصاعد المعارك والتوترات الأمنية على الحدود بين لبنان وسوريا، خصوصاً في مناطق بعلبك والهرمل في لبنان وجرود القلمون الغربي في سوريا، حيث تشن القوات السورية عمليّات واسعة لاستهداف فلول تنظيم “داعش” في البادية السورية، فيما يرفع الجيش اللبناني حالة التأهب القصوى ويعزز نقاطه الأمنية خوفاً من تسلل التنظيم إلى الأراضي اللبنانية.
تحوّل أساليب داعش وتأثيرها على الأمن الحدودي
شهدت نشاطات تنظيم “داعش” تحوّلاً من السيطرة المباشرة إلى هجمات الكرّ والفرّ التي تستهدف خطوط الإمداد والمواقع المعزولة، وذلك في محاولة للتنفس على الحدود السورية – اللبنانية، ما يستدعي حشد القوات لمنع خلق قاعدة لوجيستية جديدة للتنظيم في المنطقة.
استنفار لبنان وسوريا بين التنسيق والحساسيات السياسية
بينما تواصل سوريا عملياتها النوعية للقضاء على بقايا التنظيم، يقتصر التنسيق الاستخباراتي بين الجيش اللبناني والسلطات السورية على تبادل المعلومات الضرورية والعاجلة فقط، نظراً لحساسيات سياسية تمنع حدوث تنسيق أوسع وعلني، إلا أن الوضع الأمني يفرض ضغطاً دولياً وإقليمياً لتعزيز السيطرة على الحدود.
مخاوف من توسع التنظيم وتأثيرات أمنية إقليمية
قالت مصادر أمنية سورية إن الضغط على الحدود انعكاس مباشر لنجاح العمليات العسكرية في الداخل السوري ضد “داعش”، مؤكدة أن أي تراخٍ لبناني قد يمنح التنظيم قاعدة خلفية تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
أهمية القرار اللبناني الأمني والسيادي
يشدد الخبراء على ضرورة أن تتجاوز بيروت ترددها السياسي وتعتمد على إستراتيجية أمنية موحدة لضمان أن تبقى جرود بعلبك والهرمل بمثابة درع واقٍ وحصن يحمي لبنان من مخاطر التنظيم الإرهابي، مع التأكيد أن الهدوء الأمني ليس منة بل قرار سيادي.
ترسم التطورات الأخيرة على الحدود اللبنانية السورية صورة صراع أمني مستمر بين الجيشين وحشد متزايد لمواجهة خطر داعش المستمر، مع تحديات سياسية وأمنية معقدة تستوجب تعاوناً أكبر، وجدية في التعامل مع الملفات الأمنية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.




