يبدو أن الأزمة الأوكرانية تقترب من منعطف سياسي كبير مع تلميحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى خطة حاسمة وحلول قريبة، واضعًا على طاولة المفاوضات مهلة زمنية صارمة أمام أوكرانيا للموافقة على خطة شاملة للسلام قد تغيّر مستقبل الحرب الطويلة بين موسكو وكييف.
خلفية الأزمة وتطورات جديدة
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، لم يتوقف الحديث عن جهود الوساطة الدولية ومحاولات دفع الأطراف لنزع فتيل التصعيد. فشلت حتى الآن معظم المبادرات، وظل النزاع يغذي مخاوف من اتساعه إقليميًا ودوليًا. تطفو اليوم خطة ترامب على السطح، وتمنح الأمل بمحطة سياسية حاسمة لأول مرة منذ شهور.
بنود خطة ترامب وموعد “الخميس الحاسم”
بحسب المصادر الأمريكية، تنص خطة ترامب على 28 بندًا رئيسيًا؛ من ضمنها قبول أوكرانيا بالوضع القائم في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها روسيا حاليًا، وعدم الانضمام مستقبلاً لأي تحالفات عسكرية غربية كالناتو، بالإضافة إلى التزام كييف بتقليص حجم جيشها.
مقابل هذه التنازلات، تتعهد واشنطن بمنح أوكرانيا ضمانات أمنية وترتيبات دولية مع موسكو لتجميد جبهات القتال، وبدء مفاوضات مباشرة بإشراف أمريكي. ترامب منح أوكرانيا مهلة حتى يوم الخميس المقبل كجدول زمني أولي لقبول أو رفض الخطة، مع إمكانية تمديد المهلة في حال أبدت كييف مرونة في بعض التفاصيل.
رد فعل أوكرانيا والمجتمع الدولي
الرئيس الأوكراني زيلينسكي ونواب البرلمان استقبلوا المبادرة بتحفظ وحذر شديدين، وسط مخاوف من فقدان المزيد من الأراضي وتقديم تنازلات قد لا تلقى قبول الشارع الأوكراني. بالمقابل، يرى معسكر المؤيدين للسلام أن ضمان أمن أوكرانيا وجلب الاستثمارات الغربية وفك الحصار الاقتصادي يمثل فرصة لا تعوض لإنقاذ البلاد قبل موسم شتاء قاسٍ.
هل تنجح الخطة في إنهاء النزاع؟
تبقى احتمالات نجاح خطة ترامب رهينة بعدة عوامل:
- مدى قبول كييف لتقديم تنازلات كبيرة وضمانات حيادية عسكرية.
- وجود توافق روسي حقيقي بشأن الحدود النهائية والنفوذ الأمني.
- ضغوط من العواصم الغربية لحلحلة الملف وبناء مرحلة استقرار.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة جدلًا واسعًا وتكثيف اللقاءات الدبلوماسية، فإما يتحقق اختراق تاريخي في الأزمة أو يزداد التعقيد في حال فشل “الخميس الحاسم”.




