بدأت منصة “إكس” (تويتر سابقاً) مؤخراً بتفعيل ميزة جديدة تحت اسم “حول هذا الحساب”، التي أثارت جدلاً واسعاً بين المستخدمين حول العالم، وفرضت حالة من الارتباك في الأوساط الرقمية، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تعتمد الميزة على إظهار بيانات موسعة عن كل حساب، مثل البلد الذي أُنشئ فيه الحساب لأول مرة، والموقع الجغرافي الحالي للمستخدم، وعدد مرات تغيير اسم المستخدم وتاريخ آخر تغيير، إلى جانب مصدر تحميل التطبيق سواء عبر متاجر الهواتف أو الويب. ويمكن الوصول لهذه المعلومات عبر النقر على تاريخ انضمام المستخدم في ملفه الشخصي، بحيث تتيح للمستخدمين تقييم مصداقية الحسابات التي يتفاعلون معها والتأكد من هويتها.
أهداف الميزة
بحسب بيانات رسمية وتقارير تقنية، تهدف “حول هذا الحساب” لمكافحة الحسابات الوهمية والمنسقة، ومنع حملات التضليل الرقمي، وذلك من خلال كشف الحسابات التي تدّعي أنها محلية بينما تُدار من خارج البلاد المستهدفة. وتعد هذه الخطوة استجابة مباشرة للعدد المتزايد من الروبوتات وحملات التأثير في الفترة الأخيرة.
إرباك المستخدمين
رغم نوايا المنصة في تعزيز الشفافية، أدت الميزة إلى إرباك واسع بين المستخدمين، خاصة أن الكثير منهم أعرب عن مخاوف تتعلق بخصوصية بيانات الموقع الجغرافي. وتداول نشطاء على المنصات صوراً توثق أخطاءً في تحديد المواقع أو تصنيفها ضمن مناطق جغرافية واسعة وغير دقيقة.
كما لاحظ بعض المستخدمين أن الميزة تتيح حاليًا الاطلاع فقط على بياناتهم الذاتية وليس معلومات باقي الحسابات، ما عزز الشكوك حول مدى شمول وفعالية التحديث في مرحلته الأولى. في حين أكدت المنصة أن ذلك بهدف السماح للمستخدمين بمراجعة بياناتهم وتعديل الإعدادات قبل تعميم الميزة بشكل كامل.
خيارات الخصوصية والحماية
ردًا على الانتقادات، أوضحت “إكس” أنها أضافت خيارات ضمن إعدادات الخصوصية تتيح للمستخدمين التحكم بمدى دقة عرض المنطقة: سواء دولة فقط أو منطقة جغرافية أوسع، حمايةً للخصوصية الشخصية في الظروف الحساسة. كما أعلنت المنصة أن الكشف عن بيانات الموقع يعتمد على تحليل معلومات الاتصال مثل عنوان IP ومصدر تحميل التطبيق، مما قد يؤثر على دقة النتائج بالنسبة لبعض المستخدمين.
تداعيات وأثر الميزة على المنصة
أدت هذه الخطوة إلى كشف عشرات الحسابات المزيفة التي تتظاهر بأنها محلية لكنها تُدار فعليًا من خارج الدول المستهدفة، ودفعت بعدد من الحسابات المنسقة للإغلاق السريع أو تغيير سلوكها. إلا أن جدل الخصوصية بقي مستمرًا، وسط دعوات متزايدة إلى إيجاد توازن فعلي بين الشفافية الرقمية وصون الهوية الفردية للمستخدمين.
الجدير بالذكر أن ميزة مشابهة مطبقة منذ سنوات في إنستجرام، لكنها أكثر محدودية من حيث المعلومات المتاحة وطرق العرض، مما يزيد الضغوط على منصات أخرى لتطوير أدوات كشف موثقة وشفافة بدون المساس الكلي بالخصوصية.




