يشمل الاستدعاء الطارئ لطائرات عائلة A320 أكثر من نصف الأسطول العالمي البالغ نحو 11,300 طائرة، بعد أن أصدرت وكالة السلامة الجوية الأوروبية توجيهاً يلزم بتنفيذ الإصلاح، مع توقع صدور قرار مماثل من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية. وبحسب مصادر في القطاع، سيحتاج ثلثا الطائرات المتأثرة إلى تحديث برمجي قصير، بينما قد تتطلب أكثر من ألف طائرة عمليات تغيير أجهزة، ما قد يطيل مدة بقائها خارج الخدمة.
وتأثرت شركات طيران كبرى حول العالم، إذ أعلنت أمريكان إيرلاينز أن 340 طائرة من أصل 480 تحتاج إلى الإصلاح، متوقعة إنجاز معظم التحديثات خلال يوم واحد. كما أكدت لوفتهانزا وإنديجو وإيزي جيت أنها ستُخرج بعض طائراتها مؤقتًا لإجراء التحديثات، فيما قالت أفيانكا إن 70% من أسطولها، أي نحو 100 طائرة، تأثر بالاستدعاء، ما سبب اضطرابات لمدة 10 أيام ودفعها إلى وقف بيع التذاكر حتى 8 ديسمبر.
وفي نيوزيلندا، أشارت الشركة الوطنية إلى تعطل عدد من الرحلات اليوم السبت، وإلزامية تحديث برمجي لكل طائرة A320neo قبل رحلتها التالية. وأكدت جيت ستار الأسترالية إلغاء عدد من الرحلات، موضحة أن الخلل يؤثر على جميع مشغلي A320. كما أعلنت إيه إن إيه اليابانية إلغاء 65 رحلة بسبب توقف طائرات متأثرة عن الخدمة.
وفي بريطانيا، قالت وزيرة النقل هايدي ألكسندر إن التأثير سيكون محدوداً نظراً لقلة عدد الطائرات التي تحتاج إلى تحديثات برمجية أو أجهزة.
ويتزامن الاستدعاء مع ذروة موسم السفر حول العالم، ما أدى إلى تأخيرات وإلغاءات واسعة، مع توقع استمرار الاضطرابات. ووفق بيانات “فلايت أوير”، تأخرت 452 رحلة لدى “تشاينا ساوثرن إيرلاينز” بنسبة 20%، بينما سجلت “إيزي جيت” تأثر 323 رحلة بنسبة 21%.
وعربياً، بدأت مصر للطيران تحديث البرمجيات دون تسجيل أعطال مرتبطة بالخلل، بينما قالت الملكية الأردنية إن التأثير محدود. وبدأت الخطوط العراقية مراجعة حالة كل طائرة بالتنسيق مع إيرباص، كما سارعت “فلاي بغداد” و”الجزيرة للطيران” إلى تنفيذ الإصلاحات بأثر محدود على المسافرين. وأكدت “الملكية المغربية” بدء تنفيذ التوصيات مبكراً.
وتتنافس عائلة A320 مباشرة مع طائرة بوينغ 737، وتضم الطرازات A319 وA320 وA321. وتعتمد الطائرة على نظام تحكم إلكتروني متطور (ELAC) يساعد في الحفاظ على استقرارها ومنع الأوامر الزائدة أثناء الطيران. وتخضع طائرات الجيل الجديد “نيو” لعمليات تحديث دورية لزيادة كفاءة المحركات.
وتشمل عملية الإصلاح الحالية طرازات A320neo والكلاسيكية الأقدم، في وقت تزداد فيه أهمية البرمجيات في ضمان استقرار الطيران، رغم أن أي خلل قد تكون له تداعيات خطيرة، كما حدث سابقاً مع نظام MCAS في طائرات “بوينغ 737 ماكس”.




