أطلقت مجموعة الدار العقارية وشركة مبادلة كابيتال منصة استثمارية جديدة تحمل اسم «الدار كابيتال»، تستهدف تعزيز تدفقات رؤوس الأموال المؤسسية إلى قطاعات العقار والبنية التحتية في الإمارات ومنطقة الخليج، في خطوة تُعدّ من أبرز التطورات في مشهد إدارة الأصول بالمنطقة. المنصة الجديدة، التي تتخذ من سوق أبوظبي العالمي (ADGM) مقرًا لها، تهدف إلى ربط المستثمرين العالميين بفرص أصول حقيقية عالية الجودة، وتعزيز مكانة أبوظبي كمركز رئيسي للاستثمار المؤسسي طويل الأجل.
ما هي «الدار كابيتال» وما هدفها؟
«الدار كابيتال» منصة متخصصة في إدارة الاستثمارات، ناتجة عن شراكة استراتيجية بين «الدار» – إحدى أكبر شركات التطوير والاستثمار العقاري في أبوظبي – و«مبادلة كابيتال» الذراع المتخصصة في إدارة الصناديق ضمن شركة مبادلة للاستثمار. المنصة تستهدف تقديم صناديق استثمارية في الأصول الحقيقية (Real Assets) تركز على العقار والبنية التحتية في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، مع تصميم استراتيجيات تغطي مختلف درجات المخاطر والعوائد لتلبية احتياجات طيف واسع من المستثمرين. الفكرة الجوهرية هي خلق جسر مباشر بين الفرص الإقليمية الواعدة – خصوصاً في أسواق العقار والبنية التحتية الناضجة – وبين رؤوس الأموال العالمية الباحثة عن دخل مستقر وتنويع لمحافظها الاستثمارية.
من هم المستثمرون المستهدفون وحجم الصندوق الأول؟
تستهدف «الدار كابيتال» شريحة المستثمرين المؤسسيين حول العالم، وفي مقدمتهم صناديق الثروة السيادية، صناديق التقاعد، صناديق الصناديق، شركات التأمين، إضافة إلى المكاتب العائلية الكبرى التي تبحث عن تعرّض مدروس لسوق الأصول الحقيقية في المنطقة. من المقرر إطلاق أول صندوق تابع للمنصة في عام 2026 بحجم مستهدف يبلغ مليار دولار أمريكي، على أن يتوسع لاحقًا عبر منتجات وصناديق إضافية تتماشى مع شهية المستثمرين واحتياجاتهم. هذا الحجم الأولي يعكس ثقة الشريكين في قدرة المنصة على استقطاب رأس المال الدولي، مستفيدة من سجل «الدار» في تطوير وإدارة الأصول العقارية، ومن شبكة علاقات مبادلة كابيتال العالمية مع المستثمرين.
كيف تدعم المنصة النمو الاقتصادي في الإمارات والخليج؟
تؤكد الشركتان أن إطلاق «الدار كابيتال» ينسجم مع توجه الإمارات لتعزيز دور قطاع الأصول الحقيقية في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، من خلال توجيه رؤوس الأموال المؤسسية نحو قطاعات إنتاجية مثل العقار الحديث، اللوجستيات، الضيافة، التعليم، والرعاية الصحية. ضخ استثمارات طويلة الأجل في هذه المجالات يُسهم في خلق وظائف جديدة، ورفع كفاءة البنية التحتية، وتعزيز جاذبية مدن مثل أبوظبي ودبي كمراكز إقليمية للأعمال والعيش والعمل. كما أن وجود منصة متوافقة مع المعايير العالمية للحوكمة والشفافية، في إطار تنظيم سوق أبوظبي العالمي، يمنح المستثمرين الدوليين قدراً أكبر من الطمأنينة بشأن الإطار القانوني والتنظيمي لاستثماراتهم.
تكامل خبرات «الدار» و«مبادلة كابيتال»
المنصة الجديدة تقوم على تقسيم واضح للأدوار: «الدار» تقدم خبرتها الممتدة في تطوير وإدارة الأصول العقارية في الإمارات والمنطقة، بما في ذلك المشاريع السكنية والتجارية واللوجستية ومراكز التسوق، إلى جانب فهم عميق لديناميكيات السوق المحلية. في المقابل، تضيف «مبادلة كابيتال» خبرتها في هيكلة الصناديق الاستثمارية، وإدارة رؤوس الأموال المؤسسية، والوصول إلى شبكة عالمية واسعة من المستثمرين من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. هذا التكامل يهدف إلى تقديم منتج استثماري “محلي الهوية عالمي المعايير”، يربط بين قوة الأصول على الأرض وقوة رأس المال عبر الحدود.
منصة تعكس تحوّل المنطقة إلى مركز جذب للاستثمار المؤسسي
يرى قادة الشركتين أن إطلاق «الدار كابيتال» يأتي في لحظة تشهد فيها الإمارات والخليج تزايدًا ملحوظًا في اهتمام المؤسسات العالمية بالأصول الحقيقية في المنطقة، بفضل الاستقرار السياسي، والتشريعات الجاذبة للاستثمار الأجنبي، والنمو السكاني والاقتصادي المتواصل. المنصة الجديدة تُقدَّم كأداة عملية لترجمة هذا الاهتمام إلى تدفقات رأسمالية منظمة، مع وعد بتوسيع قاعدة المستثمرين الدوليين المشاركين في قصة نمو الإمارات والخليج خلال العقد القادم.




