عادت السباحة في نهر السين لتصبح واقعاً في باريس بعد أكثر من قرن من الحظر، في خطوة تاريخية تشكل تحولاً جذرياً في علاقة المدينة بنهرها.
السباحة في نهر السين تعود للحياة
شهدت العاصمة الفرنسية صباح السبت لحظة استثنائية مع انطلاق السباحة في نهر السين عند منطقة براس ماري. تجمع العشرات من السباحين المجهزين بأطواق النجاة والنظارات الواقية تحت إشراف فرق إنقاذ مدربة، في واحدة من ثلاث مناطق مخصصة للسباحة هذا الصيف.
نتائج مذهلة لجودة المياه
أظهرت الفحوصات انخفاض مستويات البكتيريا مثل إي كولاي إلى مستويات آمنة وفق المعايير الأوروبية، ما أكد سلامة المياه في معظم الأيام.
مناطق سباحة مجهزة بالكامل
توزعت مواقع السباحة في براس ماري، براس دو غرونيل، وبيرسي، وجميعها جهزت بغرف لتبديل الملابس، ودوشات، وأثاث شاطئي. تستوعب كل منطقة ما بين 150 و300 شخص مجاناً حتى نهاية أغسطس.
إجراءات سلامة دقيقة
تشمل بروتوكولات الأمان مراقبة يومية لنوعية المياه، مع نظام أعلام لبيان الحالة، وتقييم فردي لقدرات السباحين، نظراً لتيارات النهر وعمقه البالغ 3.5 أمتار.
تحقيق وعد تاريخي عمره 37 عاماً
تحقق هذا المشروع الطموح بعد عقود من الانتظار، مستعيداً وعداً أطلقه جاك شيراك عام 1988 بالسباحة في النهر. ورغم أنه لم يتمكن من الوفاء به، فإن عمدة باريس آن هيدالغو جسّدت الوعد حين سبحت في السين قبل الألعاب الأولمبية، في خطوة رمزية أكدت سلامة المياه.
إعجاب واسع من الجمهور
لاقى افتتاح السباحة في نهر السين ترحيباً واسعاً من سكان المدينة وزوارها. عبر المشاركون عن انبهارهم بجمال التجربة، حيث عبّر أحدهم قائلاً: “إنه شعور رائع أن تسبح في قلب باريس بجوار برج إيفل”.
تاريخ طويل من الحظر والتلوث
منذ القرن السابع عشر، كانت السباحة في نهر السين جزءاً من الحياة اليومية للباريسيين، قبل أن تُحظر عام 1923 بسبب التلوث الحاد الناتج عن مياه الصرف والنفايات الصناعية.
تحديات بيئية كبرى
طوال قرن من الزمان، ظل النهر مصدراً للتلوث الحاد، مع ارتفاع كبير في مستويات البكتيريا الضارة. زادت الأمطار من الوضع سوءاً بتسرب المياه الملوثة إلى مجرى النهر، ما جعل السباحة فيه خطراً صحياً.