أعلنت الحكومة التركية رسميًا أنها ستبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي اعتبارًا من 2 أغسطس المقبل، بمعدل سنوي يُقدّر بـ ملياري متر مكعب، في خطوة تهدف إلى الحد من أزمة الكهرباء المزمنة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.وفقا لوكالة أنباء الأناضول.
ويُعد هذا التوريد ثمرة اتفاقية تعاون مشترك وُقّعت في 22 مايو الماضي بين وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ونظيره السوري محمد البشير، شملت أيضًا استكمال الربط الكهربائي بجهد 400 كيلوفولت بين الشبكتين الوطنية في البلدين بحلول نهاية العام 2025.
ربط أنبوبي بين كيليس وحلب
بدأت أعمال ربط خط أنابيب الغاز بين ولاية كيليس التركية ومحافظة حلب السورية في 21 مايو، وجرى الانتهاء من الاختبارات الفنية بنجاح، تمهيدًا لبدء تدفق الغاز إلى محطة توليد الكهرباء في مدينة حلب.
ومن المتوقع أن يساهم الغاز المورد في توليد نحو 6 ملايين متر مكعب يوميًا من الكهرباء، ما يرفع إنتاج الطاقة في سوريا بما يقارب 1,300 ميغاواط إضافية، مما يخفف من الاعتماد على المولدات الخاصة والوقود المستورد بأسعار مرتفعة.
استثمارات وشراكات مستقبلية
تتيح الاتفاقية المجال أمام شركات تركية ودولية للاستثمار في إعادة تأهيل قطاع الطاقة السوري، بما يشمل استكشاف النفط والغاز، تحديث محطات التوليد، ومدّ شبكات نقل جديدة.
وأشار الوزير التركي إلى أن الغاز سيتم نقله أساسًا من إيران، ضمن ترتيبات ثلاثية بين أنقرة ودمشق وطهران، وتندرج في إطار مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية وتنشيط الاقتصاد في شمال سوريا والمناطق المتأثرة بالنزاع.
بعد جيوسياسي واستراتيجي
يرى مراقبون أن هذا التعاون يمثل تحولًا مهمًا في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين تركيا وسوريا، ويؤكد على توجه أنقرة نحو تعزيز موقعها كمركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط، خاصة مع ربطها شبكات الغاز بدول الجوار مثل أذربيجان وإيران والعراق.
خطوة أولى نحو الربط الكهربائي الكامل
في المرحلة التالية، يُخطط لتوسيع التوريد نحو مناطق أخرى وربط خط الكهرباء بين الريحانية (تركيا) وحارم (سوريا)، ما قد يسمح بتوريد كهرباء تركية مباشرة إلى المحافظات الشمالية.
نحو عودة الاستقرار تدريجيًا
من شأن هذا المشروع أن يُخفّض العجز الحاد في إنتاج الكهرباء بسوريا، الذي يتجاوز 60% في بعض المحافظات، وأن يدعم عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا في المناطق التي تشهد تحولًا تدريجيًا نحو الاستقرار والخدمات الأساسية.