ارتفع سهم علي بابا بنسبة تقارب 19% في بورصة هونغ كونغ خلال جلسة واحدة. أدى ذلك إلى زيادة القيمة السوقية للشركة بأكثر من 50 مليار دولار، وهو أكبر صعود يومي يسجله السهم منذ ثلاث سنوات تقريبًا. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بقفزة “ثلاثية الرقم” في إيرادات المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ونمو بنسبة 26% في مبيعات وحدة الحوسبة السحابية، وفق إفصاحات الشركة وتقارير اقتصادية.
الذكاء الاصطناعي نقطة التحول
أكّدت علي بابا، بحسب تصريحات قياداتها التنفيذية، أنها تعيد تموضع استراتيجيتها نحو الذكاء الاصطناعي باعتباره الرهان الرئيسي لمستقبلها التكنولوجي، سواء عبر تطوير نماذج توليد المحتوى الذكية أو شريحة الحوسبة المتقدمة لمنافسة إنفيديا العالمية. وتُعزى هذه الطفرة أيضاً إلى إطلاق تحديثات على نماذجها مفتوحة المصدر لإنتاج محتوى الفيديو، وتكثيف الاستثمار في وكلاء افتراضيين وخدمات سحابية متخصصة.
أثّر صعود سهم علي بابا إيجابيًا على شركات التقنية الصينية الأخرى، حيث سجلت أسهم “بايدو” و”تينسنت” زيادات ملحوظة وسط موجة تفاؤل عارمة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي. في المقابل، استمر الضغط على قطاعات التجارة الفورية مثل توصيل الطعام بفعل المنافسة الشرسة التي أفقدت شركات أخرى (JD.com وMeituan) نصف أرباحها في الربع الأخير، وهو ما عوّضته علي بابا بأداء منتجات الذكاء الاصطناعي ومكاسب السحابة.
قالت “شارو تشانانا”، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في مؤسسة ساكسو ماركتس المالية، إن ارتفاع إيرادات الذكاء الاصطناعي ومبيعات الحوسبة السحابية القوية يؤكدان أن علي بابا باتت تراهن على التقنيات الجديدة كركيزة لمستقبل أكثر استدامة وتنافسية، وليس مجرد الحفاظ على هيمنة قطاع التجزئة التقليدي.