أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن الصين لا تحتاج الرقائق الأمريكية لتعزيز قدراتها العسكرية، مشيرًا إلى أن الجيش الصيني يتجنب التكنولوجيا الأمريكية نظراً للمخاطر المحتملة المرتبطة بها.
الصين لا تحتاج الرقائق الأمريكية لبناء قدراتها
في مقابلة أجراها مع برنامج “فريد زكريا GPS” على شبكة سي إن إن، أوضح هوانغ أن الجيش الصيني لا يعتمد على رقائق إنفيديا، ولا على الحزمة التكنولوجية الأمريكية بشكل عام. وأكد أن هذه التقنيات يمكن إيقاف توريدها في أي وقت، مما يجعل الاعتماد عليها خيارًا غير عملي من الناحية العسكرية.
زيارة إلى بكين وسط توتر متصاعد
جاءت تصريحات هوانغ قبل أيام قليلة من زيارته المقررة إلى العاصمة الصينية، حيث سيعقد مؤتمراً صحفياً في 16 يوليو. وتُعد هذه الزيارة الثانية لهوانغ إلى الصين هذا العام، بعد زيارة سابقة في أبريل.
وقد أثارت زيارته المرتقبة قلق بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، إذ حذّره السيناتوران جيم بانكس وإليزابيث وارن من الاجتماع مع شركات قد تكون مرتبطة بالجيش الصيني أو بأجهزة استخباراتية.
القيود الأمريكية تؤثر على إنفيديا
منذ عام 2022، فرضت واشنطن قيودًا صارمة على تصدير رقائق إنفيديا المتطورة إلى الصين، ومنها رقائق A100 وH100، تبعتها رقائق A800 وH800 المخصصة للسوق الصينية. وفي أبريل، تم حظر بيع رقائق H20 المصممة خصيصًا للصين.
قدرت إنفيديا خسائرها في الربع الأول بنحو 2.5 مليار دولار بسبب هذه القيود، فيما تتوقع الشركة خسائر إضافية تصل إلى 8 مليارات دولار في الربع الثاني.
انتقادات هوانغ للقيود الأمريكية
انتقد هوانغ هذه السياسات، معتبرًا أنها تضر بقدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على ريادتها التكنولوجية، وتدفع الصين إلى تطوير تقنياتها المحلية بسرعة أكبر. ولفت إلى أن نصف مطوري الذكاء الاصطناعي في العالم موجودون في الصين، ما يجعل من الضروري استمرار التعاون بدلاً من العزل.
لقاء مع ترامب في البيت الأبيض
قبل سفره إلى بكين، التقى هوانغ بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، في اجتماع ناقش خلاله مستقبل الصناعة التكنولوجية ومخاوف الأمن القومي المرتبطة بالصين. يأتي هذا اللقاء في ظل ارتفاع القيمة السوقية لإنفيديا إلى 4 تريليونات دولار، وهو إنجاز غير مسبوق لشركة أمريكية.
حجم السوق الصيني وإنفيديا
تشير الأرقام إلى أن السوق الصيني ساهم بنحو 17 مليار دولار من إيرادات إنفيديا، أي ما يعادل 13% من إجمالي مبيعاتها السنوية. كما كانت إنفيديا تهيمن على نحو 90% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين قبل فرض القيود.
الواقع الفعلي والمنافسة المحلية
رغم القيود الأمريكية، أظهرت تقارير أن بعض المؤسسات العسكرية الصينية لا تزال قادرة على شراء رقائق إنفيديا من خلال موردين محليين. وتبرز هذه الحالات التحديات التي تواجهها واشنطن في فرض حظر شامل وفعّال.
في المقابل، تنمو المنافسة المحلية داخل الصين من شركات مثل هواوي، التي تطور بدائل خاصة بها لمعالجة الذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك، تبقى تقنيات إنفيديا جذابة بفضل منصة CUDA الفريدة.
تحديات مستقبلية وتوازن صعب
تسعى إنفيديا إلى الموازنة بين الالتزام بالقوانين الأمريكية والحفاظ على تواجدها في السوق الصينية الحيوية. ولهذا، تطور الشركة نسخاً معدّلة من رقائقها تتوافق مع القيود دون الإخلال بالمتطلبات التنظيمية.
تعكس هذه التطورات واقع الحرب التكنولوجية المستمرة بين واشنطن وبكين، وتضع شركات كبرى مثل إنفيديا في قلب التوترات بين السياسة والتجارة.