في ضربة موجعة لمكانتها في السوق الأمريكية، سجلت منصة تيمو تراجعاً بنسبة 58٪ من مستخدميها اليوميين خلال شهر مايو، ما يعكس عمق تأثير السياسات التجارية الجديدة على عمالقة التجارة الإلكترونية الصينيين.
الرسوم الجمركية تُفكّك نموذج تيمو القديم
بدأ التراجع في أعقاب قرار الحكومة الأمريكية في 2 مايو بإلغاء الإعفاء الجمركي للبضائع التي تقل قيمتها عن 800 دولار، إلى جانب فرض رسوم جمركية بنسبة 145٪ على الواردات الصينية. هذه التغييرات أصابت جوهر استراتيجية تيمو التي اعتمدت على بيع المنتجات الرخيصة مباشرة من المصانع الصينية.
ووفقاً لبيانات Sensor Tower، انخفض عدد المستخدمين اليوميين من 60 مليون في مارس إلى 40 مليون فقط في مايو، كما هبطت القيمة اليومية للبضائع من 80 مليون دولار إلى 40 مليون.
الشركة الأم PDD Holdings سجلت انخفاضاً بنسبة 38٪ في الأرباح مقارنة بالعام السابق. وعلّق الرئيس التنفيذي المشارك لي تشين قائلاً:
“الرسوم فرضت ضغوطاً غير مسبوقة على تجارنا الذين يصعب عليهم التكيّف السريع.”
التحول إلى التوريد المحلي يواجه تعثراً
ردّت تيمو على الأزمة عبر تقليص ميزانية الإعلانات بنسبة 80٪، والبدء في تطبيق استراتيجية التوريد المحلي، حيث يتم الآن شحن أكثر من ثلث المنتجات في السوق الأمريكية من مستودعات داخلية.
لكن التجربة كانت مضطربة؛ إذ أفاد مستخدمون باختفاء مئات المنتجات من عربات التسوّق بشكل مفاجئ، فيما تجاوزت رسوم الاستيراد على بعض المنتجات القادمة من الصين سعر السلعة نفسها.
تراجع تيمو في أمريكا يسلّط الضوء على أزمة أوسع في التجارة الإلكترونية الصينية
مشاكل تيمو ليست منعزلة، بل تعكس أزمة أوسع في التجارة الإلكترونية الصينية. فالمنافس Shein، ورغم رفعه للأسعار، حافظ على مستويات الإنفاق، ما يدل على مرونة نسبية في نموذجه.
ويقول خبير التجزئة جيفري توسون:
“كل من تيمو وشي إن يعتمدان على الأسعار المنخفضة جداً، لكن لم يعد هناك ما يمكن ضغطه أكثر في سلاسل التوريد الصينية.”
حوالي 20٪ من تجار تيمو باتوا يبحثون عن فرص خارج أمريكا، خصوصاً في أوروبا، ما يمثل ابتعاداً عن الوعد الأساسي للمنصة بأن العميل يستطيع “التسوق كأنه ملياردير”.
الخاتمة: مستقبل تيمو في الميزان
تراجع تيمو في أمريكا لم يكن مجرد تراجع في الأرقام، بل يمثل اختباراً مصيرياً لنموذج كامل قائم على الوفرة والسعر المنخفض.
وفي ظل تحول السياسة التجارية الأمريكية، يبدو أن المنصة لم تعد تملك رفاهية الاعتماد على الصين فقط، بل تواجه حتمية التحول الكامل إلى أسواق وتوريدات محلية — فهل تنجح في ذلك قبل أن يفقدها المستخدمون للأبد؟
