تعاني تسلا الأمريكية الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية من موجة استقالات واسعة بين كبار موظفيها، مما أثار تساؤلات حول أسلوب إدارة مؤسسها إيلون ماسك وثقافة العمل داخل الشركة.
وفقًا لتقارير حديثة، غادر مؤخراً عدد من المسؤولين التنفيذيين البارزين في أقسام المبيعات، والبطاريات، ونظام الدفع، والشؤون العامة، إضافة إلى مديري مشاريع الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل مشاريع مثل روبوت Optimus.
استقالات بارزة وغياب قيادات رئيسية
استقال تروي جونز، نائب الرئيس للمبيعات والخدمة والتسليم في أمريكا الشمالية، بعد أكثر من عقد من العمل، فيما سبق ذلك إقالة أوميد أفشار، رئيس المبيعات والتصنيع ومستشار ماسك المقرب. كما غادرت جينا فيروّا، رئيسة قسم الموارد البشرية، وميلان كوفاك، المسؤول عن مشروع الروبوتات، الشركة في نفس الفترة، وفق موقع SlashGear.
أسباب الاستقالات وسياسة الإدارة
يرى محللون أن أسلوب القيادة المتقلب لماسك وحرصه على فرق صغيرة عالية الكفاءة التقنية يعزز هذه الظاهرة. وأكد أندريه كارباتي، أحد مؤسسي OpenAI والمدير السابق للذكاء الاصطناعي في تسلا، أن ماسك “يسعى للتخلص من أصحاب الأداء الضعيف من وجهة نظره”، مضيفًا أنه كان عليه أحيانًا القتال للإبقاء على بعض الموظفين في الفريق.
ويأتي هذا التراجع في سياق سياسة ماسك المعروفة بتقليص حجم العمالة في شركاته، حيث شهدت منصة X بعد استحواذه عليها فصل آلاف الموظفين، وانخفض عدد العاملين بنسبة 80% بين 2021 و2025، بما في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين، وذلك وفقا لموقع SlashGear.
ثقافة العمل والضغط على الموظفين
أثارت أساليب ماسك في الضغط على الموظفين لتحقيق أعلى مستويات الأداء جدلاً واسعًا، إذ يطالبهم بالعمل لساعات طويلة وبكثافة عالية، مؤكّدًا أن “الأداء الاستثنائي فقط هو الذي سيُعد ناجحًا”. وقد أدى ذلك إلى استقالات علنية، شملت موظفين لم يشعروا بالارتياح تجاه نشاط ماسك السياسي أو من تعرضوا للفصل بعد انتقاداته.
تحديات السوق والمنافسة العالمية
تواجه تسلا الأمريكية أيضًا تحديات سوقية متزايدة، مع احتدام المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية، وتقدم الشركات الصينية المنافسة، ما يزيد الضغوط على الموظفين وسط بيئة عمل مكثفة ومتطلبة.
تساؤلات حول استقطاب المواهب واستقرار الإدارة
يطرح الخبراء تساؤلات حول قدرة تسلا الأمريكية على الحفاظ على استقرار إدارتها العليا واستقطاب المواهب، وسط استمرار سياسة تقليص الموظفين والإصرار على ثقافة عمل صارمة، فيما يواصل ماسك قيادة شركاته المتعددة بأسلوب إدارة أثار جدلاً عالميًا واسعًا.