دخلت شركة “بوينغ” الأميركية مرحلة متقدمة من المفاوضات مع السلطات الصينية لبيع ما يصل إلى 500 طائرة ركاب لأسطول شركات الطيران الصينية، في صفقة قد تُعد الأكبر بتاريخ الصناعة بين بكين وواشنطن منذ سنوات. وأكدت تقارير بلومبرغ ورويترز أن هذه المحادثات تأتي كإحدى ركائز تسوية تجارية محتملة بين الاقتصادين الأكبر في العالم، وتستهدف إنهاء سنوات من الجمود في السوق الصينية لصالح بوينغ بعدما تفوقت منافستها “إيرباص” مؤخراً في طلبات شركات الطيران الصينية.
طائرات مختلفة
تشمل الصفقة المرتقبة طرازات مختلفة من الطائرات، خاصة 737 ماكس و787 و777، مع مباركة حكومية ضمن سياسة الصين في تحديث أسطولها استجابة للنمو المتوقع في حركة السفر الداخلي والدولي. ورجحت المصادر أن يبدأ التنفيذ فور الاتفاق على تفاصيل التسليم والتوزيع بين شركات الطيران الصينية المختلفة.
الاتفاق سيمنح بوينغ دفعة قوية لاستعادة مكانتها في ثاني أكبر سوق للطيران بالعالم، وذلك بعد توقف طلبات الصين للشركة الأميركية منذ عام 2017 بسبب أزمات الطائرات من جهة، وتوترات الحرب التجارية خلال رئاسة دونالد ترامب من جهة أخرى. وتحدثت المصادر عن أن الصفقة قد توازي أو تتفوق على الصفقة السابقة عام 2017 التي بلغت نحو 300 طائرة بقيمة 37 مليار دولار.
تنبع أهمية الصفقة أيضاً من كونها مرشحة لتكون حجر زاوية في أي اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين، خاصة أن السلطات الصينية بدأت بالفعل استطلاع حاجات شركاتها المحلية من الطائرات الأميركية، وسط ضغط متزايد لتسوية الملفات التجارية قبل اجتماعات دولية مرتقبة في الخريف المقبل.