سجلت إيجارات المساكن الخاصة في العاصمة البريطانية لندن انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1% في يوليو 2025 ليصل متوسط الإيجار الشهري إلى 2,250 جنيه إسترليني (3,036 دولار)، وذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني ومكتب تسجيل الأراضي البريطاني. ويعد هذا الانخفاض الأول منذ يوليو 2021، حينما بدأت المملكة المتحدة في الخروج من قيود جائحة كورونا، ومعه يشهد سوق الإيجارات في المدينة نقطة تحول هامة بعد أربع سنوات متواصلة من الزيادات الحادة رفعت الأسعار بنحو 30% فوق مستويات ما قبل الجائحة.
تشير التقارير إلى أن توسع المعروض من الوحدات السكنية، حيث ارتفع عدد العقارات المعروضة للإيجار إلى أكثر من 46 ألف وحدة في يوليو (بزيادة 14% عن العام الماضي)، بالتوازي مع تباطؤ نمو الطلب من جانب المستأجرين، كانا السبب الرئيسي وراء تراجع الأسعار. وسجلت بعض مناطق لندن أكبر التراجعات الشهرية، جاء أبرزها في بلدية برينت بنسبة 1.3%، ثم كامدن، وهمرسميث وفولهام، وساوثوارك، وكينزينغتون وتشيلسي.
انفراجة في الأزمة
ورغم أن الانخفاض في الأسعار يُعد محدوداً ولا يشعر به أغلب المستأجرين حتى الآن في ظل استمرار الأسعار فوق حاجز 2,000 جنيه استرليني لأغلب الوحدات، إلا أن خبراء القطاع يرون في هذا التراجع بداية انفراجة في أزمة تكاليف المعيشة وسوق الإسكان الأغلى على مستوى بريطانيا.
على الصعيد الوطني، تراجع التضخم السنوي للإيجارات إلى 5.9% بمتوسط 1,343 جنيهاً إسترلينياً شهرياً. وكانت لندن صاحبة أكبر هبوط سنوي، مع انخفاض الأسعار ثلاثة في المئة على أساس سنوي في يوليو، للمرة السابعة على التوالي وهو أكبر هبوط سنوي منذ مايو 2021.
يُتوقع أن استمرار نمو المعروض وتراجع الطلب قد يواصل الضغط على الأسعار خلال الفترة المقبلة، وسط دعوات لمراجعة سياسات الإسكان والمزيد من بناء الوحدات لتعزيز استقرار السوق.