انخفضت مبيعات شركة تسلا للسيارات الكهربائية بنسبة تقارب 40% في الأسواق الأوروبية، لتسجل تراجعًا كبيرًا خلال شهر يوليو 2025 وتستمر سلسلة الانخفاضات للشهر السابع على التوالي، في الوقت الذي تواصل فيه الشركة الصينية BYD تحقيق أرقام قياسية في النمو وتوسيع حضورها في القارة الأوروبية.
أسباب تراجع تسلا وأداء الأسواق
بحسب بيانات رسمية، سجلت تسلا 8,837 سيارة فقط في يوليو في أوروبا مقابل أكثر من 13,500 سيارة لعلامة BYD الصينية في الشهر نفسه. أما على مستوى بعض الدول، فانخفضت تسجيلات تسلا في السويد بنسبة 86% وفي الدنمارك 52%، كما تراجعت أيضًا في فرنسا وهولندا وأغلب الأسواق الكبرى، فيما خالفت النرويج وإسبانيا الاتجاه بتسجيل نمو جزئي. ويرجع هذا التراجع إلى عوامل متعددة، أهمها اشتداد المنافسة خاصة من الشركات الصينية التي تقدم طرزًا أرخص وأكثر تنوعًا مثل BYD، بالإضافة إلى تحديات تنظيمية أوروبية وارتفاع أسعار بعض طرز تسلا وتأثر صورة الشركة بتصريحات رئيسها التنفيذي إيلون ماسك.
صعود غير مسبوق لـ BYD الصينية
استفادت BYD من التوسع الضخم في أوروبا واتبعت سياسة أسعار تنافسية، إضافة إلى افتتاح صالات عرض جديدة وإطلاق موديلات هجينة وكهربائية بالكامل بمواصفات عالية وتكلفة أقل مما تقدمه تسلا. حققت BYD في يوليو وحده نمواً بنسبة 225% مقارنة بالعام الماضي، وارتفعت حصتها بين السيارات الكهربائية المسجلة في أوروبا إلى أكثر من 5% خلال النصف الأول من 2025، وهو ما يشير إلى تغيّر موازين السوق وتزايد قوة الصانع الصيني.
نظرة للمستقبل
يحاول إيلون ماسك استعادة المشهد بطرح طرازات منخفضة التكلفة في الربع القادم لعام 2025، لكن أمام BYD ونجاحات شركات صينية أخرى تحديات ضخمة بالنسبة لتسلا في القارة العجوز. وتتوقع شركات عالمية استمرار هذا التحول في السنوات المقبلة مع ميل مزيد من المستهلكين الأوروبيين للخيارات الصينية الأرخص والأكثر تنوعاً. تظل المنافسة محتدمة وتتغير بسرعة، لكن التقدم الحالي يضع BYD في صدارة أسواق السيارات الكهربائية في أوروبا لعام 2025 على حساب تسلا الأميركية.