شهدت أسواق الخليج نشاطًا ملحوظًا في الاكتتابات العامة خلال النصف الأول من عام 2025، رغم انخفاض قيمة العائدات بنسبة 6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي العائدات 3.4 مليارات دولار أمريكي عبر 24 عملية إدراج. جاء ذلك استنادًا إلى أحدث تقارير مركز الكويت المالي «المركز»، التي أظهرت استمرار الزخم في الأسواق الخليجية رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
السوق السعودية تتصدر الاكتتابات الخليجية
أظهرت البيانات أن المملكة العربية السعودية تصدرت المشهد الإقليمي، إذ جمعت 2.9 مليار دولار من خلال 22 طرحًا، ما يمثل 85% من إجمالي العائدات الخليجية للنصف الأول من 2025. اشتهرت السوق السعودية بعرض شركات كبرى مثل شركة «فلاي ناس» التي جمعت من إدراجها 1.1 مليار دولار، لتكون بذلك أكبر اكتتاب في المنطقة خلال الفترة المذكورة. وفاق الإقبال عليه التوقعات بتغطية فاقت 3.5 مرات قيمة الطرح، وأدرج سهم الشركة في السوق المالية السعودية (تداول) بتاريخ 18 يونيو 2025.
الاكتتابات في سلطنة عمان والإمارات
في سلطنة عمان، سجلت السوق اكتتاب شركة «أسياَد للشحن»، بقيمة 333 مليون دولار، والتي أدرجت في بورصة مسقط في 12 مارس 2025. أما الإمارات، فقد شهدت اكتتابًا واحدًا فقط لشركة «ألفا داتا» بقيمة 163 مليون دولار، مسجلة بذلك تراجعًا حادًّا بنسبة 88% في عائدات الاكتتابات مقارنة بالعام الماضي، في ظل تردد بعض الشركات حيال ظروف الأسواق العالمية والتقلبات الاقتصادية.
القطاعات الاقتصادية وعوائد الاكتتابات
تصدر قطاع الصناعات المشهد بعائدات بلغت 1.4 مليار دولار، وهو ما يعادل 43% من إجمالي الاكتتابات الخليجية خلال النصف الأول من 2025. وحلَّ القطاع العقاري ثانيًا بحصة بلغت 17% من الإجمالي بنحو 576 مليون دولار، بينما جاء قطاع الرعاية الصحية ثالثًا بعائدات 505 ملايين دولار، يليه القطاع المالي بنسبة 12%، وقطاع التكنولوجيا بنسبة 6%، مع مساهمات متواضعة من قطاعات أخرى.
أداء الأسهم بعد الإدراج والتوقعات المستقبلية
شهدت الأسواق الخليجية أداءً متباينًا عقب عمليات الإدراج، فقد حققت عشرة اكتتابات من أصل 24 إدراجًا عوائد إيجابية حتى نهاية النصف الأول من 2025، بصدارة سهم «أسياَد للشحن» في سلطنة عمان الذي واصل ارتفاعًا قياسيًا بلغ 835% منذ الإدراج. ويعود انخفاض العائدات الإجمالية إلى حالة الحذر لدى المستثمرين وسط اضطرابات الأسواق العالمية، إلا أن النظرة المستقبلية تبقى إيجابية بدعم التشريعات الحكومية الجديدة في السعودية والكويت.