وافقت تركيا على طلب العراق بزيادة إطلاقات المياه إلى 420 متراً مكعباً في الثانية من نهري دجلة والفرات، في خطوة تعكس تعاونا متزايداً في ملف المياه بين البلدين، وتأتي استجابة للتحديات المناخية التي يواجهها العراق.
استجابة تركية إيجابية للمطالب العراقية
تم الإعلان عن هذه الموافقة خلال لقاء رسمي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني في أنقرة. وخلال اللقاء، أشاد أردوغان بالمواقف المبدئية للعراق، مؤكداً أن تركيا تشارك ما أنعم الله به عليها مع أشقائها في العراق.
وأكد الرئيس التركي التزام بلاده بدعم العراق في سعيه لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، في حين ثمّن المشهداني تطور العلاقات الثنائية التي ترتكز على تاريخ مشترك وروابط اجتماعية وجغرافية متينة.
زيادة إطلاقات المياه ضمن تعاون ثنائي
شدد المشهداني على ضرورة منح ملف المياه أولوية قصوى، معرباً عن أمله في أن تشمل الزيادة المناطق الجنوبية من العراق، التي تعاني من شح حاد في الموارد المائية. كما دعا إلى تسهيل إجراءات الإقامة للعراقيين المقيمين في تركيا، وتجنب أي قرارات مفاجئة قد تؤثر على أوضاعهم.
مشاريع اقتصادية واستراتيجية مشتركة
أكد المشهداني أن العراق ينعم حالياً بالأمن، ما يهيئ بيئة مناسبة لتوسيع التعاون الاقتصادي مع تركيا، ودعا الشركات التركية للاستثمار في المشاريع الاستراتيجية داخل العراق. وأشار إلى أهمية تسريع تنفيذ مشروع “طريق التنمية” الذي يربط الخليج العربي بأوروبا عبر تركيا، ويُعد محوراً حيوياً لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
إطار قانوني لتعزيز إدارة المياه
تندرج موافقة تركيا الأخيرة ضمن الاتفاق الإطاري الاستراتيجي الموقع في أبريل 2024، والذي ينص على تعاون طويل الأمد لتحسين إدارة الموارد المائية المشتركة. يشمل الاتفاق تنفيذ مشاريع حديثة في الري وتبادل الخبرات التقنية، ويستمر العمل به لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد.
كما يضمن الاتفاق استمرار تدفق الإطلاقات المائية من الأراضي التركية، وتطوير البنى التحتية الخاصة بإدارة المياه، بما يضمن توزيعاً عادلاً للموارد المائية.
اتفاقات سابقة وتحديات قائمة
سبق هذا الاتفاق إعلان عن إطلاق 500 متر مكعب من مياه نهر الفرات يومياً في مايو 2025، ما يعكس استمرار الجهود المشتركة لتأمين حصة العراق المائية. وتعمل لجان مشتركة بين البلدين على مراقبة هذه الحصص وتحديث آليات توزيعها.
زيادة إطلاقات المياه استجابة لأزمة مناخية
يعاني العراق من أزمة مائية خطيرة بسبب انخفاض الأمطار وتراجع الإيرادات المائية من دول المنبع. وقد دفعت هذه الظروف الحكومة العراقية إلى تقليص المساحات المزروعة صيفاً وتقنين الموارد المائية.
ويعتمد العراق على نهري دجلة والفرات بنسبة 75% من إمداداته المائية، ما يجعل التعاون مع تركيا وإيران أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الأمن المائي الوطني.