أدنوك تنقل حصتها.. أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن عزمها نقل حصتها البالغة 24.9% في شركة “أو إم في” النمساوية إلى شركة “إكس آر جي” ش.م.ع، الذراع الاستثمارية الدولية المملوكة لها بالكامل. وتأتي هذه الخطوة، التي تخضع لموافقة الجهات التنظيمية في الإمارات والنمسا، ضمن استراتيجية أدنوك لتوحيد استثماراتها العالمية تحت مظلة واحدة، وتعزيز قدرتها على التوسع الدولي من خلال كيان متخصص يتمتع برأس مال وخبرات نوعية.
خطوة نحو إدارة موحدة ومرنة
أوضحت أدنوك أن عملية النقل لن تؤثر على الشراكة التاريخية القائمة مع “أو إم في”، حيث ستظل العلاقة الاستراتيجية قائمة دون تغيير. ومن المتوقع أن تتولى “إكس آر جي” إدارة الحصة فور إتمام العملية، مما يعزز مكانة الكيان الجديد كمنصة دولية لاقتناص فرص النمو في مجالات الغاز والكيماويات والطاقة منخفضة الكربون.
منصة استثمارية بقيمة تتجاوز 80 مليار دولار
يأتي هذا الإعلان بعد نحو ثمانية أشهر على إطلاق “إكس آر جي” رسمياً، بقيمة مؤسسية تفوق 80 مليار دولار، واستراتيجية طموحة تهدف إلى مضاعفة قيمة أصولها خلال العقد المقبل عبر ثلاث منصات رئيسية: الغاز الدولي، والكيماويات العالمية، وحلول الطاقة منخفضة الكربون. وتسعى المنصة الكيميائية داخل “إكس آر جي” إلى أن تصبح من بين أكبر خمس شركات كيماويات في العالم بحلول عام 2030، اعتماداً على عمليات استحواذ واندماجات نوعية تقودها أدنوك في الأسواق العالمية.
تعزيز الكفاءة الاستثمارية دون المساس بالشراكات
وفي بيان صحافي، أكد متحدث باسم أدنوك أن نقل الحصة يمثل خطوة منطقية نحو إدارة أكثر كفاءة لمحفظة الاستثمارات الدولية، مشدداً على أهمية توفير رأس مال مخصص لدعم التوسع السريع في سلاسل القيمة العالمية. كما أشار إلى أن هذه الخطوة تعزز قدرة الطرفين – أدنوك و”أو إم في” – على تحقيق قيمة مضافة للمساهمين، من خلال منصة استثمارية أكثر مرونة واستجابة.
نحو رابع أكبر منتج للبولي أوليفينات عالمياً
بالتوازي مع هذه الخطوة، تواصل أدنوك و”أو إم في” العمل على تأسيس “مجموعة بروج الدولية”، الكيان المزمع أن يصبح رابع أكبر منتج للبولي أوليفينات على مستوى العالم. ومن المنتظر أن تنتقل حصة أدنوك المتوقعة والبالغة 46.94% في المجموعة الجديدة إلى “إكس آر جي”، ما يوسع محفظة الشركة الاستثمارية لتشمل قطاع البوليمرات في أسواق الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية.
أدنوك تنقل حصتها: تطور طبيعي لصفقة 2024
يمثل نقل الحصة محطة جديدة في مسار بدأ عام 2024، حين استحوذت أدنوك على 24.9% من أسهم “أو إم في” من شركة “مبادلة للاستثمار”. وأسهمت تلك الصفقة في تعزيز ملكية أدنوك في شركتي “بورياليس” و”بروج”، وفتحت الباب أمام مفاوضات لدمج أصول الشركتين في كيان واحد تتجاوز قيمته 60 مليار دولار، بحسب التقديرات الأولية.
خطط توسع وطرح عام مرتقب
تُعد “إكس آر جي” اليوم منصة استثمارية مرنة ومستقلة، قادرة على تسريع عمليات الدمج والاستحواذ. وكان مجلس إدارتها قد أقر في يونيو الماضي خطة خمسية لبناء محفظة غاز طبيعي مسال تتراوح بين 20 و25 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035، إلى جانب توسع كبير في سلاسل القيمة الكيميائية.
ويرى محللون أن هيكلة الحصص الحالية قد تمهّد لطرح عام أولي مرتقب لأسهم “إكس آر جي” في أسواق عالمية. ورغم أن أدنوك لم تحدد موعداً لهذا الطرح، فإنها أكدت أن الأولوية حالياً هي لاستكمال نقل الأصول وضمان تماسك المنصة الاستثمارية الجديدة.
أدنوك تنقل حصتها وترحيب من مجلس إدارة “أو إم في”
من جانبها، رحّبت شركة “أو إم في” النمساوية بهذه الخطوة، معتبرة إياها تأكيداً جديداً على ثقة المستثمر الإماراتي في استراتيجية الشركة بعيدة المدى وبيئتها التنظيمية. وأكد مجلس الإدارة استمرار التعاون المشترك في توسيع نطاق عمليات البولي أوليفينات حول العالم، بعد دخول “إكس آر جي” كشريك مباشر في هيكل الملكية.
وبهذا التطور، تعزز أدنوك حضورها الدولي في مجالات الطاقة والكيماويات، مستفيدة من تكامل الأصول ووفورات الحجم، مع الحفاظ على شراكاتها العالمية وتوسيعها بما يخدم هدف دولة الإمارات في تنويع الاقتصاد الوطني وتعظيم العوائد من الصناعات المرتبطة بالموارد الطبيعية