في تقرير سري موسع جديد اطلعت عليه وكالة رويترز وزع على الدول الأعضاء قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة.
وبحسب رويترز فإن التقرير الشامل طلب من قبل مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة في نوفمبر تشرين الثاني، ويمهد الطريق أمام مسعى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يهدف لأن يعلن المجلس أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
دبلوماسيون قالوا لرويترز إن القوى الغربية الأربع تخطط استنادا إلى نتائج تقرير الوكالة، لطرح مسودة قرار على المجلس في اجتماعه المقبل في التاسع من يونيو- حزيران الجاري.
إيران: التقرير “له دوافع سياسية”
من جانبها رفضت وزارة الخارجية الإيرانية التقرير ووصفته بأنه “له دوافع سياسية” وفقا لوسائل إعلام رسمية كما ذكرت رويترز، مضيفة أن طهران ستتخذ “الإجراءات المناسبة” ردا على أي محاولة لاتخاذ إجراء ضدها في اجتماع مجلس المحافظين دون الخوض في تفاصيل هذه الإجراءات.
رويترز أضافت أن طهران قالت إنها تريد اتقان التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية وتنفي دوما اتهامات القوى الغربية بالسعي لتطوير أسلحة نووية.
الطاقة الذرية: تعاون إيران مع الوكالة “أقل من المستوى المُرضي”
التقرير ذكر أيضا أن تعاون إيران مع الوكالة لا يزال “أقل من المستوى المُرضي” في “عدد من الجوانب”. ولا تزال الوكالة تسعى إلى الحصول على تفسيرات لآثار اليورانيوم التي رُصدت منذ سنوات في اثنين من أربعة مواقع كانت تحقق فيها. ووجدت أن ثلاثة منها شهدت إجراء تجارب سرية
وجاء في التقرير أن الوكالة خلصت إلى أن “هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها”.”
تقرير وكالة الطاقة الذرية بحسب رويترز أضاف أنه تم تخزين مواد نووية و/أو معدات شديدة التلوث من ذلك البرنامج في الموقع الرابع، وهو تورقوز اباد، بين عامي 2009 و2018، وذكر التقرير أن “الوكالة خلصت إلى أن إيران لم تعلن عن مواد نووية وأنشطة ذات صلة بالمجال النووي في ثلاثة مواقع غير معلنة وتحديدا في لويزان-شيان وورامين وتورقوز اباد.
وقال التقرير إن قرصا مصنوعا من معدن اليورانيوم في لويزان-شيان في طهران “استُخدم في إنتاج مصادر نيوترونية” مرتين على الأقل في عام 2003، وهي عملية مصممة لإحداث الانفجار في سلاح نووي، مضيفا أن ذلك كان جزءا من اختبارات “صغيرة النطاق.”
جهود أمريكية لحلحلة الملف النووي الإيراني
ونهاية الأسبوع المنصرم قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن نظيره العماني نقل خلال زيارة قصيرة لطهران يوم السبت الماضي بنود مقترح أمريكي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.
وكالة رويترز أضافت أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قالت السبت الماضي إن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل مقترحا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني ومن مصلحتهم قبوله.
إسرائيل: على المجتمع الدولي التحرك لوقف إيران
وفي ردود الفعل الإسرائيلية على تقرير وكالة الطاقة الذرية قالت إسرائيل إن التقرير أظهر أن البرنامج الإيراني ليس سلميا وأن طهران لا تزال عازمة على استكمال برنامجها للأسلحة النووية.
ووفقا لوكالة رويترز فقد قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف إيران” مضيفا أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه “لا يوجد إلا في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني على الإطلاق.