أبراج الكويت على قائمة التراث العربي: إنجاز عمراني يخلّد الحداثة الخليجية

أبراج الكويت على قائمة التراث العربي: ضمن فئة العمارة الحديثة، لتُكرَّم كرمز حضاري يجمع بين الجمال الهندسي والوظيفة الحيوية

فريق التحرير
فريق التحرير
أبراج الكويت على قائمة التراث العربي: إنجاز عمراني يخلّد الحداثة الخليجية

ملخص المقال

إنتاج AI

أعلن المرصد العربي التابع للألكسو عن إدراج أبراج الكويت في قائمة التراث العربي للعمارة الحديثة. جاء ذلك بعد ترشيح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كونها معلمًا كويتيًا يجسد تجربة إنسانية فريدة.

النقاط الأساسية

  • أُدرجت أبراج الكويت رسميًا في قائمة التراث العربي للعمارة الحديثة.
  • تم الترشيح من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.
  • الأبراج رمز وهوية للكويت، ذات قيمة معمارية ووظيفة سياحية.

أعلن المرصد العربي للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، عن إدراج أبراج الكويت رسميًا على قائمة التراث العربي ضمن فئة العمارة الحديثة. جاء هذا الإعلان في ختام أعمال الملتقى الإقليمي التاسع للمرصد، الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت في الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2025.

الترشيح والقبول الرسمي

تم إدراج أبراج الكويت بعد أن رشح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي ملف الأبراج كممتلك ثقافي للدولة، وذلك لإدراجه ضمن قائمة المرصد. كشف المهندس محمود الربيعة، ممثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الملتقى والعامل في قسم ترميم المباني التاريخية، أن الأبراج كانت ضمن ملفين فقط يصنفان على أنهما من العمارة الحديثة، بينما اندرجت الملفات الأخرى في إطار العمارة الأثرية والتراثية الحجرية القديمة.

معايير الاختيار والقيمة التراثية

أوضح الربيعة أن اختيار المجلس لترشيح ملف أبراج الكويت جاء كونها تشكل “معلمًا عمرانيًا كويتيًا تجسد تجربة إنسانية فريدة”. وأشار إلى أن فكرة الأبراج عند بنائها كانت تتمثل في حل مشكلة لوجستية أساسية تتعلق بتمدد مدينة الكويت وضواحيها وازدياد الحاجة إلى استخدام المياه.

أكد الربيعة أن أبراج الكويت لم تكن مجرد خزان مياه فقط، بل “كانت هناك رؤية ثاقبة للقائمين على إنشائها بتوفير المياه بطريقة فيها من الجمال والإبداع ما أضاف بعدًا ثقافيًا تعتز به منطقة الخليج العربي”. وذكر أن الأبراج تمثل مشروعًا تميز بنظرة تطلعية للمستقبل وله قيمة عمرانية في الخليج، كما ارتبطت بصورة دولة الكويت في عصرها الحديث ارتباطًا وثيقًا وتحولت إلى معلم وطني بارز.

Advertisement

تقييم اللجنة المختصة

من جانبه، أوضح المهندس محمد أبو سعدي، رئيس لجنة تقييم الملفات المقدمة للترشيح ضمن قائمة التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، أن هناك 19 ملفًا حازت على الموافقة، تنوعت بين ملفات تمثل تراثًا عالميًا أو تراثًا وطنيًا للدولة أو تراثًا مرتبطًا بحقب تاريخية أو قيمة معمارية.

وحول ملف أبراج الكويت تحديدًا، قال أبو سعدي إنه تمت دراسته بشكل متعمق، موضحًا أن ما دفع اللجنة إلى اعتماده هو أن “الأبراج مبنى له وظيفة وتحول إلى معلم ورمز وهوية وبصمة خاصة لدولة الكويت”. وأضاف: “عند الدخول في التفاصيل المتعلقة بموقع المبنى وجمالية العمارة والتعامل معه والاستفادة منه وظيفيًا وسياحيًا، تجد أن ذلك كله منح هذا المبنى مقومات عدة ليصبح رمزًا يستحق أن يكون من المعالم التي تم تسجيلها في قائمة التراث العربي”.

الجهود الكويتية المساندة

لفت الربيعة إلى أن متابعة ملف ترشيح أبراج الكويت تم بالتعاون مع زميلته في القسم دلال النومس وبدعم من رئيس قسم الترميم زهراء علي بابا وبإشراف الأمين العام للمجلس الدكتور محمد الجسار.

السياق الإقليمي للملتقى

Advertisement

افتتح الملتقى الإقليمي التاسع بكلمة وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، الذي أكد أهمية الحفاظ على ما هو تراثي في الحواضر العربية وعدم الاكتفاء بترميمها وإنما العمل على إعادة إحيائها. كما تحدث المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد عمار عن دور المرصد كأداة تقنية لمتابعة مواقع التراث وكمنصة ثقافية لإطلاق المبادرات وتشجيع المشاركة العامة.

دلالات الإدراج

يأتي إدراج أبراج الكويت على قائمة التراث العربي ليؤكد على الأهمية المعمارية والثقافية لهذا المعلم الكويتي البارز، والذي يعد رمزًا للحداثة المعمارية في المنطقة. كما يعكس هذا الإدراج التقدير الإقليمي للإنجازات المعمارية الكويتية في فترة النهضة العمرانية التي شهدتها البلاد خلال السبعينيات من القرن الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن أبراج الكويت مدرجة أيضًا على القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2014، تحت فئة المعالم الثقافية. ويعمل المرصد العربي للتراث المعماري والعمراني في البلدان العربية تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، بهدف تقييم ملفات الترشيح لمعالم معمارية وحضارية ذات قيمة تاريخية على مستوى الوطن العربي تمهيدًا لضمها إلى قائمة التراث العربي.