فن الحياة العائلية على طريقة إعمار: ما الذي يمنح المجتمع روح الوطن؟

من “دبي هيلز” إلى “ذا فالي”، مشاريع إعمار ترسم مفهومًا جديدًا للسكن، حيث الطبيعة والراحة يجتمعان لتشكيل أسلوب حياة راقٍ.

فريق التحرير
فريق التحرير
إعمار

ملخص المقال

إنتاج AI

تستعرض المقالة كيف أن التصميم العمراني لمجمعات إعمار السكنية في دبي يخلق بيئة متكاملة للعائلات، مع التركيز على المساحات الخضراء، والمرافق، وتصميم الشوارع الذي يعطي الأولوية للمشاة، مما يعزز الشعور بالانتماء والسكينة.

النقاط الأساسية

  • مجمعات إعمار السكنية توفر بيئة متكاملة تجمع بين جمال التصميم والحياة الأسرية الآمنة.
  • المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية في إعمار تعزز التفاعل الاجتماعي وتخلق مجتمعات نابضة بالحياة.
  • إعمار تركز على توفير بنية تحتية متكاملة ومدارس ومراكز صحية لراحة السكان وشعورهم بالانتماء.

حين ترتفع النظرة فوق أحد مشاريع إعمار السكنية الرائعة، يظهر لك سر التصميم الجميل: مجموعات من البيوت الأنيقة تحيط بها حدائق خضراء وملاعب رياضية، تربطها معاً مساحات خضراء وممرات هادئة ومريحة.

في أمسية دافئة، وفي حي “المرابع العربية” المسوّر، ينطلق الأطفال بدراجاتهم تحت ظلال النخيل، بينما يتنزه الجيران على الممرات المتعرجة في نزهاتهم الهادئة. هذه المشاهد، وإن اختلفت تفاصيلها، تتكرر كلوحة جميلة في جميع مجمعات إعمار السكنية المخططة بعناية في دبي، لتؤكد حقيقة مهمة واحدة: التصميم العمراني قادر على أن يشكل ملامح حياتنا اليومية.

هنا، لم يكتف المطورون ببناء جدران وأسقف، بل صمموا بيئة متكاملة، مكاناً تتجلى فيه الحياة الأسرية في أمان وسكينة، مع لمسة من الجمال اليومي. فكل مجمعات إعمار، من “ذا فالي” الواقع وسط رمال الصحراء الذهبية إلى أبراج “مرسى دبي” التي تلامس السحب، تطرح السؤال نفسه: ما الذي يمنح المجمّع روح الانتماء ويجعله بيتاً حقيقياً؟ تكمن الإجابات في ذلك التوازن الدقيق والمدروس بين مبادئ التخطيط العمراني الراقي والتفاصيل الإنسانية الصغيرة.

واحات خضراء تتنفس في قلب الصحراء

حتى في مدينة تُعرف بأبراجها الشاهقة، تجد مجمّعات إعمار العائلية هويتها الحقيقية في رحابة مساحاتها الخضراء. فكل واحد من مجمعاتها هو واحة خضراء بحد ذاته. ولنأخذ “دبي هيلز استيت” مثالاً، ذلك المشروع الذي يُلقب عن جدارة بـ “قلب دبي الأخضر”. هنا، تمتد حديقة مركزية واسعة، مغطاة بعشب أخضر جميل وتزينها حدائق منسقة، وتضم بين جوانبها مناطق لعب للأطفال، ومسارات للجري، وأماكن واسعة للنزهات.

التصميم بحد ذاته دعوة مفتوحة للسكان لترك حدود بيوتهم الخاصة والاستمتاع بجمال المساحات المشتركة. ترى الآباء يدفعون عربات أطفالهم بسهولة على مسارات مرصوفة بعناية، بينما يتنقل الصغار بسعادة كبيرة بين ساحات اللعب ونوافير المياه الجميلة. إن التنوع النباتي للحديقة – من بساتين النخيل والشجيرات المحلية إلى مسطحات العشب الناعمة – يوفر أماكن ظل وزوايا للراحة، وهو أمر مهم جداً في مناخ الخليج. من خلال توفير هذا الفناء المشترك للجميع، تمحو “دبي هيلز استيت” الحدود بين عتبة المنزل وامتداد الحديقة. والنتيجة بسيطة لكنها مؤثرة: أصبحت عطلات نهاية الأسبوع تتجه تلقائياً نحو الخارج؛ حيث تجتمع العائلات للنزهة تحت ظلال الأشجار بينما يلعب الأطفال كرة القدم، ويتحدث الجيران بينما يراقبون غروب الشمس وهو يلون برج خليفة في الأفق بألوانه الذهبية.

Advertisement

وتدفع مجمعات إعمار الأحدث بهذه الفكرة إلى مستويات أوسع. فمشروع “ذا فالي”، المخطط الشامل على أطراف المدينة، صُمم بأكمله حول فكرة التناغم بين الطبيعة والترفيه. فأحياؤه السكنية ترتبط ببعضها عبر سلسلة متصلة من الحدائق ومناطق اللعب والمرافق الرياضية الخارجية التي تتخلل المجمعات كشريان حياة. وفي قلب “ذا فالي”، يمتد ميدان مركز المجمع ليتصل بحديقة، حيث تدعو المساحات الخضراء ومناطق اللعب المبتكرة وأماكن النزهة الرائعة العائلات للبقاء والاستمتاع.

بل إن هناك شاطئاً اصطناعياً رائعاً يُدعى “الشاطئ الذهبي”، يمتد على مساحة 47,000 متر مربع من الواجهة المائية، ليكون متعة للأطفال ومكاناً هادئاً للآباء. وبالقرب منه، تم إنشاء ملعب إبداعي على مساحة 13,000 متر مربع كجنة حقيقية للأطفال – تخيل هياكل لتسلق الصخور، ومساحات عشبية واسعة، ومعدات لعب مبتكرة صُممت خصيصاً للمغامرين الصغار. تعكس هذه المميزات مبدأً أساسياً في التصميم الذي يضع الأسرة أولاً: المساحات الخضراء الجميلة والمتاحة للجميع ليست مجرد إضافة جمالية، بل هي الأساس الذي يقوم عليه تخطيط المشروع بأكمله.

والأهم من ذلك أن هذه الحدائق والساحات ليست عنصراً ثانوياً، بل هي منسوجة بعناية فائقة في نسيج الأحياء. ففي “إعمار الجنوب”، المشروع الجديد الذي ينهض بالقرب من موقع إكسبو العالمي، هناك خطط لإنشاء 25 حديقة ضمن الأحياء السكنية، تتوزع بين الفلل ومنازل التاون هاوس. وتتنوع هذه الحدائق بين مساحات خضراء واسعة وأخرى صغيرة ومريحة. وما النتيجة؟ لا يوجد منزل واحد بعيد عن رقعة خضراء تسرّ النظر. يكبر الأطفال هنا وهم يشعرون بملمس العشب تحت أقدامهم وبظلال الأشجار فوق رؤوسهم. وهذه الأشجار ليست للزينة فقط، بل وُزّعت بعناية لتوفير الظل المنعش.

عند السير في ممر مظلل بأشجار الأوكاليبتوس في ظهيرة يوم حار، يشعر الشخص بالفارق الكبير في درجات الحرارة. يدرك مخططو “إعمار الجنوب” أن الظل يعني الحياة في مناخ مثل دبي، فالممشى المظلل هو ممشى قابل للاستخدام، يجد فيه طفل في الخامسة مساحة لركوب دراجته عند الظهيرة دون أن تلسعه أشعة الشمس الحارقة. إنها لمسة بسيطة لكنها مستمدة من حكمة عميقة حول كيفية عيش العائلات. ولهذا، فإن الحدائق الواسعة ومناطق اللعب في “إعمار الجنوب” ليست مجرد أماكن للترفيه، بل هي أيضاً شرايين حياة تربط بين المنازل والمرافق بسلاسة وأمان.

شوارع للإنسان، لا للسيارات فقط

في رحاب مجمعات إعمار، لا تعود الشوارع مجرد ممرات إسفلتية، بل تبدو وكأنها امتداد طبيعي للحدائق الخضراء. حيثما أمكن، يتم تهدئة حركة المرور أو تحويل مسارها للحفاظ على هدوء الطرق الداخلية وجعلها آمنة ومناسبة للأطفال. تستخدم العديد من الأحياء دوارات مغلقة وممرات منحنية بدلاً من الشوارع المستقيمة التي تشجع على السرعة؛ فلا مجال للإسراع حين يمر الطريق بمحاذاة شرفة جارك ويلتف حول حديقة صغيرة. في مشاريع مثل “المروج” أو “المرابع العربية”، ستلاحظ أن معظم الشوارع ضيقة ومحاطة بالأشجار، تذكرك بالأحياء الهادئة في بلدة صغيرة. والتأثير هنا مزدوج، فهو يعزز الجمال البصري (حيث تبدو المنازل غارقة في الخضرة)، ويوضح لأي سائق أن هذه المنطقة تحتفي بالمشاة. هنا، الأطفال هم أصحاب الطريق بدراجاتهم، ويشعر آباؤهم بالطمأنينة لأن السيارات تمر ببطء وحذر.

Advertisement

يتجلى هذا الاهتمام بإعادة الراحة للمشاة بوضوح كبير. وعلى عكس التصور الشائع عنه كمجمع للأبراج الشاهقة، يعلن “مرسى دبي” عن أسلوب حياة حيوي حيث يبعد كل شيء مسافة قريبة سيراً على الأقدام. وهو يفي بوعده تماماً، فممشى مرسى دبي، الذي يمتد لمسافة 7 كيلومترات على طول القناة، منفصل تماماً عن حركة المركبات. تصطف على جانبيه المقاهي ومتاجر الآيس كريم، وقد أصبح هذا الممشى بمثابة غرفة المعيشة المفتوحة للمجتمع. في عطلات نهاية الأسبوع، تجد الآباء يمارسون رياضة الجري وهم يدفعون عربات الأطفال، والمراهقين ينطلقون على ألواح التزلج، والصغار يستمتعون بمنظر اليخوت الراسية في المياه الهادئة.

في الوقت نفسه، في وسط مدينة دبي، تنشئ الأرصفة العريضة على طول بوليفارد الشيخ محمد بن راشد ممراً حضارياً فريداً في قلب المدينة. تحيط به المتاجر والمطاعم في الطوابق الأرضية، ما يشجع السكان على نزهة مسائية هادئة بعد العشاء، مماثلة للتقليد الإيطالي الساحر المسمى “لا باسِّجاتا”.

وتنتشر معابر المشاة المرتفعة والمتكررة، لتعطي الأولوية للمشاة وتعمل كـ “مطبّات سرعة” طبيعية، ما يعزز الشعور بأن المكان ينبض بالبشر لا بالسيارات. وتنتشر الدراجات الهوائية والإلكترونية المتاحة للإيجار في كل مكان، كلها إشارات تؤكد أن وسط المدينة ليس مكاناً للتنقل السريع بالسيارة، بل هو مساحة للمعيشة بوتيرة إنسانية. لقد كان هدف إعمار، حتى في أكثر مشاريعها حيوية، جعل الشوارع أكثر إنسانية، بحيث تشعر الأسرة بالراحة في السير إلى الحديقة تماماً كما لو كانت تقود سيارتها، وربما أكثر.

وحتى بعيداً عن الصخب المركزي، في ملاذات الضواحي الهادئة مثل “الريم”، تم شق أكثر من 12 كيلومتراً من الممرات المتعرجة التي تنساب عبر الحي. وهي ليست مجرد مسارات، بل هي طرق ذات إطلالات جميلة، تمر بجانب الملاعب، وتتعرج بين منازل التاون هاوس، وتتسع أحياناً لتصبح ساحات صغيرة أو مناطق جلوس هادئة. في الصباح الباكر، قد ترى زوجين مسنين يمارسان المشي السريع ويتبادلان التحية مع أب يتنزه مع كلبه، فهذه المسارات تشجع على بناء العلاقات الاجتماعية.

ولأنها تصل إلى كل مرفق رئيسي (المسبح، الحديقة، مركز المدينة)، فإنها تُشكّل شبكة آمنة وممتعة تسمح للأطفال بتحقيق قدر من الاستقلالية. يمكن لطفل في التاسعة من عمره أن يركب دراجته ليزور صديقاً يقطن على بعد عدة مجمعات سكنية دون أن يغادر شبكة المسارات الآمنة. هذا الأمر مقصود تماماً؛ إنه الاستجابة العصرية والمدروسة لفكرة “الممر الآمن إلى المدرسة”، أو فكرة القرية القديمة حيث يتمكن الأطفال من التجول بحرية ضمن مسافة آمنة. وعندما تفخر إعمار بأن أماكن مثل “الريم” توفر ممرات آمنة، ومساحات خضراء مفتوحة، وجواً مجتمعياً ودوداً، فإنها تشير إلى هذا النوع من التنقل الصغير الذي يبعث على الطمأنينة.

طبقات المجتمع: تناغم بين العام والخاص وما بينهما

Advertisement

ما يُميّز هذه المخططات هو ذلك التناغم الجميل بين طبقات الخصوصية والمساحات المشتركة، وهو ما ينسج خيوط الانتماء. على نطاق واسع، قد يشعر المرء أن مجمع إعمار أشبه ببلدة خاصة. فالكثير من المجمعات مسوّرة بالكامل. “المرابع العربية”، المطوَّر على مراحل منذ أوائل الألفية، محاط بسور وبوابات أمنية، ما يخلق بيئة يشعر فيها السكان بأنهم في معزل عن صخب المدينة. ولكن داخل هذه الأسوار، هناك تدرّج غني وجميل في المساحات.

ولعل أهم مساحة عامة هي المركز المجتمعي أو الساحة الرئيسية، التي غالباً ما تضم سوبرماركت، ومقهى، وحضانة أو عيادة طبية. يمثل قلب “المرابع العربية” سوقاً مستوحى من الطراز المتوسطي يقع بجوار نادي المجمع. هنا تجد محل البقالة، وسوق المزارعين يوم الجمعة، والمقهى الذي يلتقي فيه الأهالي بعد توصيل أطفالهم إلى المدرسة صباحاً. إنها غرفة المعيشة المجتمعية المصغّرة — مفتوحة لجميع السكان، وتنبض بالحياة.

ويلعب مركز “ميرا تاون سنتر” في “الريم” دوراً مماثلاً، حيث يجمع بين سوبرماركت، وصيدلية، وعيادة، وحتى مسرح صغير في الهواء الطلق، في مركز يسهل الوصول إليه سيراً على الأقدام أو بالدراجة لمئات العائلات. تضع إعمار هذه المراكز بحيث يبعد كل منزل خطوات قليلة من الساحة، وكأنها تقول للمقيمين: احتياجاتكم اليومية تُلبى هنا، في قلب مجمعكم. وهذا يولّد شعوراً بأن البيئة أشبه ببلدة صغيرة متكاملة.

ومن هذه المراكز العامة، تمتد المناطق شبه الخاصة – وهي حدائق صغيرة مشتركة ضمن مجموعات سكنية محددة. على سبيل المثال، تضم تجمعات معينة في “المرابع العربية” حديقة صغيرة بها ملعب أو مسبح مخصص لسكان هذا التجمع فقط. وتُصمم الفلل بحيث تطل نوافذها على هذه المساحات الخضراء، في لمسة تذكرنا بفكرة “ساحة القرية” التقليدية، حيث يراقب السكان مجمعهم بعين الرعاية. يكوّن هذا النظام انطباعاً بأن الأطفال الذين يلعبون في هذه المساحات، ضمن نطاق بضع عشرات من المنازل، هم أصدقاء أو جزء من عائلة ممتدة. وينتج عن ذلك شعور بالملكية والمسؤولية المشتركة: فكل من يراقب الصغار يلعبون أو يتنزه مع كلبه يشعر بأن هذا المكان ملك له ولجيرانه أيضاً. وهذا يخلق دفئاً يُشعرك بأنك لا تعرف جارك الملاصق لك فحسب، بل تعرف العشرات من العائلات حولك.

داخل هذه الأحياء المشتركة، يجد كل بيت ملاذه الخاص: المنزل وحديقته الخاصة المحاطة بأسوار عالية. وهذا ليس تجاهلاً للمجتمع، بل هو اعتراف بالتقاليد الثقافية والحاجة الإنسانية للخصوصية. تستوحي فلل “المرابع” و”الريم” تصميمها من الطرازين العربي والإسباني، مع أفنية داخلية أو شرفات مغطاة تسمح للعائلات بالاستمتاع بالهواء الطلق بعيداً عن الأعين. إن العيش في هذا التوازن بين الحياة الجماعية والخاصة ينقل شعوراً بأن الحياة تتجاوز “الباب الأمامي”، لتصل إلى كل لحظة مشتركة واللحظات الهادئة التي تتخللها.

بنية تحتية مصممة لراحة البال

Advertisement

إذا كانت الحدائق والمرافق الترفيهية هي قلب هذه الأحياء، فإن البنية التحتية التي تخدم الحياة اليومية هي بمثابة العمود الفقري الذي يمنح هذا الجسد استقامته وقوته. لا يمكن لأي مجمع أن يكون موطناً حقيقياً للعائلات إذا كانت الاحتياجات الأساسية تتطلب القيادة لمسافات طويلة. وهنا تكمن قوة تخطيط إعمار الاستباقي، فمعظم المشاريع تضم مدارس عالمية، ورعاية صحية متكاملة، ومتاجر، وصالات رياضية، ومطاعم ومقاهي ضمن حدودها. في “دبي هيلز استيت”، على سبيل المثال، توجد مدارس دولية وحضانات داخل المجمع، ما يضمن سهولة الوصول للتعليم بطريقة عملية – قد لا يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة بالسيارة (أو جولة ممتعة بالدراجة للأطفال الأكبر سناً) عبر ممرات مشجرة خالية من الطرق السريعة. كما يضم المجمع مستشفى ومراكز طبية على أطرافه، وهو ما يمنح سكانه شعوراً بالطمأنينة لا يُقدّر بثمن.

في “المرابع العربية”، توجد عيادة عالمية المستوى وصيدلية داخل البوابات. وهناك لمسات أخرى تعزز هذا الشعور بالاكتفاء الذاتي، مثل محلات البقالة الصغيرة والمخابز والمقاهي التي تحول مجرد تجمع للمنازل إلى حي ينبض بالحياة. إنها تلك التفاصيل اليومية البسيطة: احتساء قهوة الصباح، شراء رغيف خبز طازج، اللقاءات الطبيعية عند اصطحاب الأطفال إلى المدرسة، كلها روابط اجتماعية صغيرة تُجسّد مفهوم “الحياة المحلية” الذي تتبناه إعمار.

سكينة الانتماء: إحساس يُعاش ولا يُرى

لعل الإنجاز الأسمى لتخطيط إعمار الموجّه للعائلات هو ذلك الإحساس الخفي الذي لا تراه الأعين بل تشعر به القلوب؛ إنه الشعور بالانتماء. يتحدث نقاد العمارة عن مفهوم “صناعة المكان” – أي فن تحويل الطوب والحجر والنباتات إلى “مكان له روح”، حيث يشعر الناس بأنهم في وطنهم. عند التجول في هذه البيئات المخططة بعناية، تشعر بتلك الرعاية المدروسة: نفحة من الطبيعة، وشعور بالأمان، وانفتاح على اللحظات اليومية الصغيرة التي تصنع ذكريات لا تُنسى.

تلك اللحظات العادية: طفل يتعلم قيادة دراجته تحت إشراف والده، مجموعة من الأمهات يتجمعن لتناول القهوة تحت مظلة في النادي، مراهقون يلعبون كرة السلة عند الغروب مع إضاءة الملاعب، عائلات تتناول فطورها في الهواء الطلق – كل هذه المشاهد لا تحدث بالصدفة. إنها ثمرة قرارات اتُخذت في أولى مسودات المخطط العام. وعندما تكتسي السماء بألوان المغيب ويتعالى صوت أذان المغرب فوق أفق وسط مدينة دبي المتلألئ، قد يتوقف المرء ليتأمل عظمة ما تم إنجازه. يسود شعور بالسكينة في العديد من هذه المجمعات، وإحساس بأن الحياة داخل حدودها أكثر لطفاً وجمالاً وسهولة من صخب المدينة الكبرى خارجها. لا تجد العائلات هنا مجرد منزل، بل مجمّعاً ينمو ويتطور معها. وفي الحقيقة، قد تكون أروع ميزات تصميم إعمار لمجمعاتها هي ببساطة الإحساس بأنك “في مكان ما” – شعور بأنك في بيتك. ففي قلب دبي النابض بالحياة، أثبتت إعمار أن هذا الأسلوب في التصميم يمتلك جاذبية دائمة، فحولت بهدوء مشاريعها الكبيرة إلى أماكن يتردد فيها صدى الروح… وتزدهر الحياة