تحدثت منصة أخبار “لنا” مع الرئيس التنفيذي لشركة التطوير العقاري HRE “وسام بريدي” وذلك عن رؤية الشركة وأهدافها في دبي.
بعد أكثر من ثلاثين عاماً في سوق التطوير العقاري، تواصل شركة HRE مسيرتها التي بدأت في التسعينات على يد المؤسس محمد أديب حجازي، لتترسخ اليوم كإحدى أبرز شركات التطوير في المنطقة، حاملة في رصيدها أكثر من 200 مشروع وعشرات الأبراج التي تركت بصمتها في مختلف مدن الدولة.
وفي حديث خاص لمنصة “لنا”، أوضح المدير التنفيذي للشركة “وسام بريدي” قائلاً أن “الوقت حان لتعزيز مفهوم التطوير المستدام داخل مشاريعنا الجديدة، وهو ما بدأناه من خلال سلسلة مشاريع مثل Sky Hills وWadi Hills، و غيرها”
“نبني لنترك أثر”
على الرغم من التحول نحو استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، أكد البريدي أن “هذا التوجه لا يضعف جودة المشاريع بل يعززها، فالمعايير الجديدة تمنح المباني قدرة أكبر على التكيف مع المستقبل، سواء من حيث المتانة و الكفاءة”
مواكبة الايقاع السريع
وعن كيفية مسايرة رؤية دبي طويلة الأمد، أشار إلى أن “هذه المدينة تتحرك بسرعة استثنائية وتملك رؤية واضحة وضعها قادة الإمارات، ما يفرض على الشركات أن تواكب هذا الإيقاع وأن تعمل بتناغم مع موجة التطوير المستمرة. من ينجح في دبي هو من يسبح مع موجة المستقبل لا ضدها”.
الربح والاستدامة
أما عن التوازن بين الربحية والاستدامة، فقد شدد على أن “الربح ليس الهدف الوحيد، بل القيمة المضافة للمجتمع والعملاء. في سوق تتسم بمنافسة شديدة، لم يعد تقديم الجودة ميزة كافية، بل أصبح شرطاً أساسياً للاستمرار. النجاح الحقيقي هو أن تبني مشاريع تحقق أثراً اجتماعياً واقتصادياً طويل الأمد، لا مجرد بيع سريع”.
ويصف المدير التنفيذي أسلوب عمل الشركة بأنه أقرب إلى “بوتيك” عقاري، رغم أن مشاريعها كبيرة الحجم. ويضيف: “مشاريعنا مثل Astra قد تضم ما بين 1500 إلى 2000 وحدة، لكننا نعمل وفق استراتيجية دقيقة تقوم على إطلاق مشروع واحد كبير في كل مرحلة، عوضاً عن طرح خمسة أو عشرة مشاريع دفعة واحدة. هذا يتيح لنا التحكم في الجودة، وضبط عمليات التسويق، والأهم اختيار مواقع استثنائية”.
ويؤكد أن اختيار الموقع يمثل حجر الأساس في نجاح أي مشروع، موضحاً: “نحن لا نبحث فقط عن أراضٍ للبناء، بل عن مناطق تمثل مستقبل دبي. على سبيل المثال، مشاريع Sky Hills Residence و Sky Hills Astra في منطقة دبي ساينس بارك تقع في موقع استراتيجي يربط بين وسط المدينة والمطار الجديد، وتحيط بها مدارس ومستشفيات ومرافق تجعلها مركزاً حيوياً للمستقبل”.
وأكمل “كذلك نرى فرصاً واعدة في مناطق مثل JVC وDubi Land التي تذكرنا بمرحلة البدايات حين تمنى الكثيرون لو استثمروا في “الداون تاون” أو “بزنس باي” في وقت أبكر”.
وعند سؤاله عن الرؤية التي تقود الشركة، يوضح أن التوجه يتجاوز مجرد بناء أبراج سكنية، حيث قال: “منذ انضمامي إلى HRE اتفقت مع مجلس الإدارة على رؤية واضحة: أن يكون لكل مشروع أثر إيجابي على المجتمع.
وأكمل “نجاحنا في السوق لا يقتصر على تحقيق مبيعات، بل يشمل مسؤولية اجتماعية حقيقية، سواء من خلال دعم مبادرات مثل أصحاب الهمم أو التعاون مع المؤسسات الخيرية والأوقاف”
ويتابع: “في النهاية، الحجر يمكن أن يباع في أي مكان، لكن القيمة الحقيقية تكمن في الرسالة التي يحملها المشروع. الجيل الجديد من المشترين يبحث عن معنى أعمق من مجرد امتلاك عقار، يريد أن يشعر أنه يساهم في بناء مجتمع مستدام، ونحن نعمل لنمنحه هذا الشعور”
و عند سؤاله عن ميزة دبي وعن قدرة جذبها للمستثمرين ورؤوس الأموال قال “البريدي” : “لدبي ميزة ليست موجودة في أي مكان آخر، وهي طابع الحياة الفاخر، والأمان، إضافة لميزة لجمع بين الحياة والعمل في مكان واحد قريب على كل الأماكن الترفيهية والسياحية، وخاصة بعد إطلاق “الإقامة الذهبية” وإعطاء فرصة لرؤوس الأموال للاستثمار طويل الأمد”.
وبينما يزداد المشهد العقاري في دبي تنافساً وتنوعاً، يتأكد أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد الأبراج أو حجم المبيعات فحسب، بل بقدرة المطوّرين على ترك أثر مستدام في المكان والناس.
