قال محمد العبّار إن “نون” تهدف إلى الإدراج في سوق الأسهم “في غضون الـ 24 شهراً القادمة”، في الوقت الذي تركز فيه مجموعة التجارة الإلكترونية الشرق أوسطية على تحقيق الربحية واستراتيجية “البطل المحلي” التي يؤكد أنها ستتفوق على نماذج الشركات التقنية التي تتكبد الخسائر.
وفي حوار حصري مع لانا حول الطرح العام الأولي المحتمل لشركة “نون”، قال العبّار: “طُرح عليّ السؤال، وكان عليّ أن أجيب بكل بساطة”. وأضاف: “مساهمونا ومجلس إدارتنا يناقشون هذا الموضوع دائماً. لسنا متسرعين لنتخذ خطوة كهذه. ‘نون’ هي طفلتنا المدللة، ونريد أن نتأكد من أن هذه الطفلة بصحة جيدة – وهي بالفعل بصحة جيدة – لذلك يمكننا الآن أن نعلن ونقول: ‘نعم، طفلتنا ستكون جاهزة في غضون الـ 24 شهراً القادمة’”.
العبّار، الذي كان يتحدث حصرياً مع لانا من ميلانو أثناء تقديمه واجب العزاء في وفاة شريكه وصديقه جورجيو أرماني، وضع مسار “نون” نحو السوق في إطار من الانضباط النقدي والأرباح الواضحة، على عكس الشركات العالمية الأخرى. وقال: “نحن لا نمارس الأعمال التجارية بهذه الطريقة في الشرق الأوسط. طريقتنا هي: نريدكم أن تروا أرباحنا، وتنظروا إلى مسارنا، وهوامش ربحنا، ونمونا”، مقارناً نهجه بما أسماه “قصة أمازون” المتمثلة في البقاء كشركة عامة رغم تحقيق الخسائر. وأكد قائلاً: “لا يا سيدي، لا، لا. نحن لا نعمل بهذه الطريقة في الشرق الأوسط”.
تأتي هذه التصريحات في وقت نمت فيه “نون” – التي أسسها العبّار بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) – لتصبح منافساً إقليمياً للمنصات العالمية، وتوسعت من خلال استحواذات مثل استحواذها على شركة “نمشي” الإلكترونية للأزياء. تم الإعلان عن “نون” في عام 2016 وأطلقت خدماتها في عام 2017 في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قبل أن تتوسع إلى مصر.
وأكد العبّار أن الشركة لا تخضع لأي ضغوط من جداول زمنية لشركات الملكية الخاصة، وأنها لن تُدرج إلا عندما يتوافق وضعها المالي مع توقعات الأسواق العامة. وقال: “نريد أن تتاح لعملائنا متعة شراء أسهم في ‘نون’”.
وفي معرض حديثه عن “نون” كمشروع استراتيجي للمنطقة بقدر ما هو عمل تجاري، أضاف: “لم تكن فكرة إطلاق ‘نون’ مجرد عمل تجاري، بل كانت لحماية اقتصادنا. لا نريد أن تأتي بعض الشركات الأجنبية وتسيطر على مشهد التجارة الإلكترونية. يمكنهم المجيء والمنافسة معنا، ليس لدينا مشكلة معهم، ولهذا نقول إنه حتى لو أتوا ونافسونا، فسوف أتغلب عليكم، لا يمكنهم المنافسة لأن هذه منطقتنا. نحن نعرف القواعد. لدينا أفضل فريق في العالم، ونحن نعمل بجد. هل تريدون المنافسة؟ تفضلوا، انضموا إلى النادي إن استطعتم”.
وقدّم العبّار خطة الإدراج المزدوج المحتمل لـ “نون” باعتبارها تتويجاً لسنوات من بناء هوامش الربح وتوسيع نطاق الأعمال. وقال: “نريدكم أن تروا أرباحنا”، مضيفاً أن الإدراج سيكون بمثابة تقديم “بطل محلي لمنطقة الشرق الأوسط”.
ومن شأن الفترة الزمنية المخطط لها للطرح العام الأولي أن تضع “نون” ضمن قائمة أوسع من الإدراجات الخليجية، في وقت تستفيد فيه الشركات الإقليمية من أسواق رأس المال المحلية المتنامية، كما يتماشى ذلك مع تقارير حديثة تفيد بأن “نون” تستعد للطرح العام في غضون عامين تقريباً، مع توقعات بإدراجها في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.