الإمارات تصدّرت دول الشرق الأوسط في السعة المقعدية المجدولة لرحلات الطيران خلال ديسمبر 2025، مع تسجيل نمو نسبته 6.8% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بحسب بيانات مؤسسة OAG العالمية لبيانات الطيران. هذه الزيادة تعكس استمرار توسّع الناقلات الوطنية الإماراتية ومطارات الدولة، وترسّخ مكانة الإمارات كمركز محوري لحركة السفر الجوي إقليمياً وعالمياً.
أرقام السعة المقعدية في الإمارات والشرق الأوسط
بيانات OAG تشير إلى أن إجمالي السعة المقعدية في الشرق الأوسط خلال ديسمبر 2025 يبلغ نحو 39.3 مليون مقعد، بارتفاع يقارب 8.5% عن ديسمبر 2024، فيما تستحوذ الإمارات على 8.3 مليون مقعد لتتصدّر دول المنطقة. السعة في الإمارات نمت بنسبة 6.8%، بما يعادل إضافة أكثر من 525 ألف مقعد جديد خلال شهر واحد، بينما حلّت السعودية في المرتبة الثانية بنحو 7.6 مليون مقعد وبنمو 8.5%، ثم قطر بسعة تقارب 2.9 مليون مقعد وبنمو 5.6%. على مستوى الشركات، تحتفظ طيران الإمارات بصدارة الناقلات في المنطقة بنحو 3.4 مليون مقعد في ديسمبر، مع نمو 6% على أساس سنوي، بينما حققت الاتحاد للطيران واحداً من أعلى معدلات النمو بنسبة تقارب 24%، إلى جانب نمو قوي لفلاي دبي وشركات مثل عربية للطيران وفلاي ناس وفلاي أديل.
دور مطار دبي وبقية مطارات الدولة
مطار دبي الدولي يواصل تصدّر قائمة أكثر مطارات العالم ازدحاماً من حيث السعة المقعدية، مع نحو 11 مليون مقعد مجدول على الرحلات الدولية خلال ديسمبر وحده، بنمو 4% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024. إجمالي السعة في مطار دبي خلال 2025 تخطى 62.4 مليون مقعد في اتجاه واحد (نحو 124.8 مليون في الاتجاهين) مقابل 60 مليون مقعد في 2024، ما يعكس تعافيًا كاملاً وتوسعًا إضافيًا بعد الجائحة. كما سجل مطار الشارقة الدولي أعلى معدل نمو نسبي في السعة المقعدية خلال ديسمبر في المنطقة، بنحو 17.3%، بينما واصلت مطارات أبوظبي وبقية مطارات الدولة زيادة طاقتها ضمن خطط تستهدف وصول عدد مسافري مطارات الإمارات إلى نحو 159 مليون مسافر بنهاية 2025.
ماذا تعكس هذه الأرقام لقطاع الطيران الإماراتي؟
هذه المؤشرات تؤكد أن الإمارات رسّخت موقعها كأكبر سوق طيران في الشرق الأوسط من حيث السعة الدولية، معتمدة على نموذج يعتمد بالكامل تقريباً على الرحلات الدولية العابرة (الترانزيت) والربط بين الشرق والغرب. النمو المتواصل في السعة يرتبط بسياسات توسّع أساطيل الناقلات الوطنية، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية للمطارات، إلى جانب استراتيجيات السياحة وجذب الفعاليات الدولية التي تعزز الطلب على السفر من وإلى الدولة. كما أن تصدّر الإمارات للسعة المقعدية في ديسمبر 2025 يتماشى مع توقعات جهات دولية بأن يكون الشرق الأوسط من أسرع الأقاليم نموًا في حركة الطيران خلال السنوات المقبلة، مع رهان قوي على مراكز مثل دبي وأبوظبي والدوحة والرياض.
