إعمار الجنوب يعيد صياغة المشهد العقاري في دبي

إعمار الجنوب.. مجتمع نابض بالحياة يجمع بين المساحات الخضراء والموقع الاستراتيجي قرب مطار آل مكتوم، مع وحدات سكنية وخدمات عصرية مستدامة.

فريق التحرير
فريق التحرير
مدخل إعمار الجنوب في دبي مع لافتة المشروع وأشجار النخيل

ملخص المقال

إنتاج AI

يُعد "إعمار الجنوب" مشروعًا سكنيًا متكاملًا أطلقته إعمار في 2016 بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي، ويضم وحدات سكنية متنوعة ومساحات خضراء واسعة. يهدف المشروع إلى خلق مجمع حيوي يواكب التطورات الاقتصادية والبيئية في دبي، مع التركيز على الاستدامة وتوفير جودة حياة عالية للسكان.

حين تتجه جنوباً عبر طرق دبي السريعة، يظهر لك امتدادٌ عمرانيّ أخضر تحيط به مساحات الرمال الهادئة والممرات الجوية الصاعدة نحو مطار آل مكتوم الدولي. ذلك الامتداد هو “إعمار الجنوب“، المشروع الذي أطلقته شركة إعمار عام 2016 على مساحة تُقارب 672 هكتاراً، ليحتضن أكثر من 22,850 وحدة سكنية متنوعة بين الشقق ومنازل التاون هاوس والفلل. ومنذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أنّ الهدف يتجاوز بناء مساكن جديدة؛ فالرؤية تدور حول إنشاء مجمّع حيّ يواكب تحوّلات دبي الاقتصادية والبيئية وينسجم مع طموحات سكانها.

الموقع… رهانٌ على الغد

لا يكتفي “إعمار الجنوب” بقربه من مطار آل مكتوم الدولي (خمس دقائق بالسيارة)، بل يستفيد أيضاً من مشروع التوسعة العملاق للمطار الذي رُصدت له استثمارات تُناهز 128 مليار درهم إماراتي (نحو 35 مليار دولار أمريكي)، في ظل خطط لجعله أكبر مطار في العالم بحلول 2024، وقُدرة مستقبلية على استيعاب 260 مليون مسافر سنوياً. الارتباط بمركز طيران عالمي يمنح المجمّع قيمة مضافة للسكان الذين يعملون في قطاعات الطيران والخدمات اللوجستية، ويضع استثماراتهم العقارية على مسار نمو طويل المدى.

إلى جانب المطار، يربط شارع الإمارات وشارع الشيخ محمد بن زايد المشروع بوسط دبي، فيقطع الساكن ما لا يزيد على 25 دقيقة ليبلغ مرسى دبي (دبي مارينا)، أو نحو 35 دقيقة ليصل إلى برج خليفة. أمّا مدينة إكسبو دبي، التي تحوّلت إلى قطب حضري نشط بعد المعرض العالمي، فلا تبعد سوى ربع ساعة، ما يتيح فرص عمل وتعليم وترفيه إضافية للسكان.

تنبع خصوصية “إعمار الجنوب” من كونه مشروعاً ذا قلبٍ أخضر حقيقي؛ إذ يضم ملعب جولف دولياً من 18 حفرة، يمتد على أكثر من 840 ألف متر مربع، وحوله شبكة حدائق عددها 25 حديقة موزّعة بحيث لا يحتاج السكان لقطع مسافة طويلة كي يجدوا بقعة ظليلة للجلوس أو ممشىً للركض. هذا التصميم يزرع الإحساس بالانتماء إلى الطبيعة وسط عمران حديث، ويُعزز ما تسعى إليه دبي من رفع مستوى جودة الحياة في أحيائها الجديدة.

  • تنوع الوحدات السكنية: تتراوح خيارات الشقق بين غرفة نوم واحدة وثلاث غرف، مع شُرفات واسعة تُطلّ على المساحات الخضراء أو ملعب الجولف، بينما تأتي ومنازل التاون هاوس والفلل بعدد غرف نوم يصل إلى خمس، لتلبّي احتياجات العائلات المتنامية. هذا التنوع يسهّل على السكّان التوسع في مساكنهم داخل المجمّع ذاته، دون الحاجة إلى تغيير الحيّ أو البيئة المحيطة.
  • مساحات تجارية وحياة يومية: خُصص نحو 53 ألف متر مربع للمحالّ والمقاهي والخدمات، لتوفّر تجربة تسوّق وترفيه محلية لا تستهلك وقتاً ولا تتطلّب قيادة طويلة. ويُضاف إلى ذلك نادي الجولف الذي يضم مطعماً وشرفةً مفتوحةً ونادياً صحياً، ليصبح نقطة تلاقٍ اجتماعية تستقطب سكّان الأحياء المجاورة أيضاً.
  • المرافق التعليمية والصحية: ينعم القاطنون بالقرب من مدارس مرموقة ومؤسسات صحية رفيعة المستوى، وهذا القرب يسد فجوة طالما أرّقت العائلات الباحثة عن تعليم ممتاز ورعاية صحية عالية الجودة.
Advertisement

ديناميكيات سوقية تدفعها البنية التحتية

شهدت منطقة دبي الجنوب مبيعات عقارية بلغت قيمتها الإجمالية 16,1 مليار درهم إماراتي في 2024، ثم قاربت 15 ملياراً جديدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025؛ وهذه الأرقام تُظهر تسارع الطلب بالتوازي مع تقدّم أعمال المطار والمشاريع اللوجستية. وعلى الرغم من أنّ الأسعار ترتفع تدريجياً، فإن التركيز في “إعمار الجنوب” يبقى على إيجاد قيمة معيشية متكاملة تفوق مجرّد حسابات العائد المالي الآني.

بجانب الحيّ الرئيس، طرحت إعمار سلسلة مشاريع فرعية تعزّز جماليات التنوع في المخطط الكلي:

  • “جولف إيدج”: يقع على محور دبي-العين، ويقدّم مزيجاً من الشقق  ومنازل التاون هاوس التي تُطِلّ على مساحات الملعب الخضراء. الموعد المستهدف للتسليم هو مطلع 2029، ما يمنح المستثمرين فرصة للدخول المبكر والاستفادة من تطوّر الأسعار قبل اكتمال المنشآت والخدمات.
  • “جرينز بوينت”: يستهدف عشاق الحياة النشطة عبر مسارات للجري وركوب الدراجات وحدائق لياقة بدنية ومسابح شبيهة بتلك التي توفرها المنتجعات. بُعده خمس دقائق عن المطار وعشر دقائق عن مدينة إكسبو يعزّز جاذبيته للموظفين كثيري السفر.
  • “جرينواي”: مجمّع مسوّر يركّز على الخصوصية، ويقدّم منازل شبه منفصلة بحدائق أمامية فسيحة. يُتوقع تسليمه في منتصف 2028، ليكون من أولى المراحل التي تستقبل سكاناً دائمين قبل نهاية العقد.

هذه المشاريع ليست مجرّد منتجات عقارية إضافية، بل لوحات فنية مصغّرة تجسد فلسفة إعمار في المزج بين المسطحات الخضراء وأنماط المعيشة الحديثة.

رؤية أبعد من 2030

Advertisement

لا ينفصل مستقبل “إعمار الجنوب” عن الرؤى الوطنية لدولة الإمارات، الساعية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050. ومع دخول تقنيات المدن الذكية إلى صميم إدارة الطاقة والمياه والنفايات، يصبح المجمّع مؤهلاً لاستيعاب النظم الذكية التي ستُركّب تباعاً في الأبنية الجديدة، ما ينعكس على ترشيد استهلاك الموارد ورفع جودة الحياة.

وفي الوقت نفسه، يمنح اكتمال المرحلة الأولى من توسعة المطار بحلول عام 2032، وتحويل موقع إكسبو إلى مركز حضري متكامل، زخماً اقتصادياً مستداماً للمنطقة، ويرسّخ مكانة “إعمار الجنوب” بوصفه مجمّعاً يتوسّط أهم عقد التنقّل والأعمال في دبي المستقبل.

يقدّم “إعمار الجنوب” درساً في كيفية بناء حيّ سكني يستبق الأسئلة المقبلة عن الاستدامة، ويستوعب في الوقت ذاته تطلعات الشباب والعائلات والمهنيين. فهو مجمّعٌ ينمو على إيقاع مدينة تتسارع خطواتها نحو المستقبل، ومسارات خضراء تحتضن قاطنيه، وبنية تحتية ذكية تُهيِّئه لما بعد عقدين أو ثلاثة. وبينما تتغير خرائط الاستثمار العقاري بسرعة، يظل هذا المشروع شاهداً على أنّ الرهان على الجودة الشاملة والموقع الاستراتيجي والاستدامة البيئية يصنع قيمةً تتخطى تقلبات الأسعار قصيرة الأمد.