توفي مدير التصوير والممثل المصري تيمور تيمور عن عمر يناهز 44 عامًا، مساء السبت 16 أغسطس، في حادث غرق مفجع بشاطئ رأس الحكمة في الساحل الشمالي، أثناء محاولته إنقاذ ابنه من الموت. أكد البيان الرسمي الصادر عن نقابة المهن التمثيلية أن تيمور كان يقضي عطلة صيفية مع أسرته حين لاحظ تعرض نجله للغرق، فسارع لإنقاذه وتمكّن بالفعل من انتشاله بأمان، لكنه فَقَد حياته في تلك اللحظة البطولية.
شهدت الجنازة حضورًا واسعًا من أفراد عائلة الفقيد وزملائه وصنّاع السينما، حيث أقيمت صلاة الجنازة في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس في القاهرة. أكملت النقابة الإجراءات الرسمية لتصاريح الدفن بالتنسيق مع الجهات المختصة، مؤكدة في بيانها حزنها العميق لفقدان واحد من أبرز الأسماء الشابة في مجالي التصوير السينمائي والدرامي.
أشاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة في بيانين منفصلين، بموهبة تيمور الاستثنائية، وأكدوا أنه ترك أثرًا واضحًا في الصناعة بقدراته في إدارة الكاميرا والإضاءة. ووصفت المهرجانات تيمور بأنه نموذج للإبداع التقني والالتزام، وأن أعماله ستظل شاهدة على بصمته الفنية.
تيمور تيمور خريج معهد السينما قسم التصوير، وبرز منذ سنوات دراسته الأولى، حيث شارك في تنفيذ مشاريع فنية مستقلة أظهرت موهبته الفذة. وقد عمل مديرًا للتصوير في أعمال تلفزيونية وسينمائية لاقت إشادة النقاد والجمهور، من بينها مسلسل “جراند أوتيل”، ومسلسل “طريقي”، ومسلسل “رسالة الإمام”، ومسلسل “جودر” بجزأيه الأخيرين (2024-2025)، فضلًا عن الأفلام: “شقو”، “بيبو وبشير”، “لا تراجع ولا استسلام”، “إبراهيم الأبيض”، “على جثتي”، و”الديزل”.
ساهم تيمور أيضًا في عدد من الأعمال كممثل، خاصة في فيلم “الحاسة السابعة” الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي، ومسلسل “الجامعة”، وفيلم “بعد الموقعة”. وكان معروفًا بروحه الإنسانية في مواقع التصوير، وحرصه الدائم على دعم زملائه وخلق بيئة عمل محفزة للإبداع.
تفاعل مشاهير الوسط الفني المصري مع خبر الوفاة، حيث نعاه الفنان عمرو يوسف الذي تعاون معه سابقًا، والفنانة يسرا التي عبّرت عن وجعها وصدمتها لفقدانه، والفنانة منة فضالي التي كتبت عبر حسابها أنها غير قادرة على تصديق الخبر. كما وصف المنتج إبراهيم حمودة مشهد رحيل تيمور بأنه أحد أكثر اللحظات الإنسانية إيلامًا في حياة الوسط الفني، مؤكدًا أنه رحل كشهيد للأبوة، مدافعًا عن حياة ابنه.
عبّرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في بيان رسمي عن حزنها العميق لفقدان مدير التصوير المبدع، معتبرة أن القطاع فقد أحد أعمدة التصوير المتميز في مصر، ومشيدة بقدراته التقنية والفنية التي أسهمت في نجاح العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية.
جسّد تيمور تيمور بفاجعة رحيله صورة نادرة من البطولة الإنسانية والتفاني الأسري، حيث كتب وسط دموع ودعوات زملائه وأصدقائه قصة لا تُنسى عن الأب الذي وهب حياته من أجل حياة ابنه. ويبقى إرثه الفني حاضراً في ذاكرة الشاشة، من خلال عدسته التي أضاءت ذكريات وملامح لا تُمحى من الدراما والسينما المصرية.
