فقد الوسط الفني العراقي والعربي اليوم الفنانة الدكتورة إقبال نعيم عن عمر ناهز 67 عاماً، لتغيب بذلك واحدة من أبرز رموز المسرح العراقي بعد مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود من العطاء الفني.
رحيل إقبال نعيم يفجع الساحة المسرحية
أعلنت نقابة الفنانين العراقيين ووزارة الثقافة نبأ وفاة الفنانة إقبال نعيم، مشيرتين إلى أنها توفيت صباح الأربعاء 9 تموز 2025 بعد رحلة طويلة في خدمة المسرح العراقي والعربي.
من هي إقبال نعيم؟
ولدت إقبال نعيم في بغداد عام 1958، وهي الشقيقة الصغرى للفنانة عواطف نعيم. حصلت على بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في الفنون المسرحية من معهد الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 2010. بدأت مسيرتها الفنية في فرق محلية مثل المسرح الحديث والمسرح الشعبي، ثم انضمت إلى الفرقة القومية للتمثيل، حيث تركت بصمة لا تُنسى.
مسيرة حافلة بالعطاء الفني
قدمت نعيم أكثر من مئة عمل مسرحي، وأخرجت مسرحيات نالت جوائز محلية ودولية. نالت جائزة أفضل ممثلة عن مسرحية “الرهن” عام 1985، وجائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ عن “ألف أمنية وأمنية” عام 1987. كما فازت بجائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان قرطاج المسرحي عن “ترنيمة الكرسي الهزاز”، إضافة إلى جوائز في مهرجان مسرح الطفل الأردني عن “الريشة الذهبية” عام 2002.
مشاركات سينمائية وتلفزيونية
إلى جانب المسرح، شاركت إقبال نعيم في أفلام مثل “حب في بغداد”، و”ستة على ستة”، والفيلم العراقي–المصري “مطاوع وبهية”. كما كان لها حضور مميز في الدراما التلفزيونية والإذاعية، حيث قدمت أعمالاً حصدت نسب مشاهدة عالية.
ردود الفعل على رحيل إقبال نعيم
نعت وزارة الثقافة العراقية والهيئة العربية للمسرح الراحلة، مؤكدتين أن رحيل إقبال نعيم خسارة كبيرة للمشهد الثقافي. وقال وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني إن “بصماتها ستظل حاضرة في ذاكرة المسرح العراقي”.
مجلس عزاء وتقدير لمسيرتها
شهدت نقابة الفنانين العراقيين في بغداد مجلس عزاء حضره عدد كبير من الفنانين والمثقفين، تقديراً لمكانتها الفنية والأكاديمية. وكان من بين الحضور الدكتور فائز العبيدي، مدير عام دائرة الفنون الموسيقية، الذي أشاد بإرثها المسرحي.
إرث فني وإنساني خالد
عرفت إقبال نعيم بدفاعها عن حرية الإبداع ومناهضة الرقابة، معتبرة أن المسرح رسالة أخلاقية واجتماعية. ولطالما ردد طلابها عبارتها الشهيرة “المسرح الحقيقي يجب أن يقول ما لا يُقال”.
وداعاً لأيقونة المسرح
برحيل إقبال نعيم، يفقد المسرح العراقي ركناً من أركانه، وتبقى سيرتها منارة تستلهم منها الأجيال. وكما قالت: “إذا أردت أن تكون ممثلاً حقيقياً، كن إنساناً أولاً”، ستظل كلماتها رمزاً للفن الملتزم والإنساني.
