تم انتخاب المخرج البريطاني-الأمريكي كريستوفر نولان، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم “أوبنهايمر”، رئيساً لنقابة المخرجين الأمريكية (DGA) خلال المؤتمر الوطني لكل سنتين الذي عُقد يوم السبت 20 سبتمبر 2025 في مقر النقابة بلوس أنجلوس، خلفاً للرئيسة السابقة ليزلي لينكا جلاتر.
انتخاب بالإجماع وبدون معارضة
فاز نولان البالغ من العمر 55 عاماً بمنصب الرئاسة دون معارضة، حيث صوت له 167 مندوباً يمثلون أكثر من 19,500 عضو في النقابة تشمل المخرجين ومساعدي الإخراج ومديري الإنتاج ومديري المسرح. هذا الانتخاب يأتي في وقت تشهد فيه صناعة الترفيه تحولات جذرية تتطلب قيادة قوية وذات رؤية واضحة.
عبر نولان عن سعادته الغامرة بهذا التكريم قائلاً: “انتخابي رئيساً لنقابة المخرجين الأمريكية هو من أعظم التكريمات في مسيرتي المهنية. صناعتنا تشهد تغييرات هائلة، وأشكر أعضاء النقابة لوثوقهم بي في هذه المسؤولية”.
التشكيلة الجديدة لقيادة النقابة
إلى جانب انتخاب نولان، شهد المؤتمر انتخاب تشكيلة جديدة من القيادات تضم أسماء مرموقة في الصناعة. تم انتخاب لورا بيلسي نائبة رئيس وطني، فيما أُعيد انتخاب باريس باركلي، الرئيس السابق للنقابة، أميناً للصندوق.
الفريق الجديد يضم أيضاً رون هوارد نائباً ثانياً للرئيس، وجينا برينس-بايثوود نائبة ثالثة للرئيس، إلى جانب تود هولاند وسيث مان وميليسنت شيلتون وليلي أولزيفسكي في مناصب نائب رئيس مختلفة، وجويس توماس مساعدة أمين الصندوق. مجلس الإدارة يشمل أيضاً أسماء بارزة مثل ستيفن سبيلبرج وفيل لورد.
خبرة نولان في النقابة والصناعة
يُعتبر نولان عضواً نشطاً في النقابة منذ 2001، وشغل منصباً في مجلس الإدارة الوطني ومجلس المخرجين الغربي منذ 2015. يترأس حالياً لجنة الحقوق الإبداعية المسرحية ولجنة الذكاء الاصطناعي، مما يعكس اهتمامه بالقضايا المستقبلية للصناعة.
حصل نولان على جائزة النقابة للإنجاز الإخراجي المتميز عن فيلم “أوبنهايمر” في 2024، كما رُشح سابقاً عن أفلام “دنكرك” (2017) و”إنسبشن” (2010) و”الفارس الأسود” (2008) و”ميمنتو” (2001). هذا السجل الحافل يؤكد على اعتراف أقرانه بموهبته وقيادته.
رؤية نولان للمستقبل
نولان، المعروف بدفاعه الشرس عن التجربة السينمائية التقليدية والتصوير بالأفلام بدلاً من الرقمي، يجلب رؤية واضحة للنقابة في عصر الذكاء الاصطناعي والبث المباشر. نجاح فيلم “أوبنهايمر”، الذي صُور بالكامل بصيغة الأفلام الكبيرة وحقق أكثر من 976 مليون دولار عالمياً، أثبت أن الجمهور لا يزال يقدر التجربة السينمائية الأصيلة.
سبق لنولان أن حذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي، واصفاً إياه بـ”لحظة أوبنهايمر” التي قد تخرج فيها التكنولوجيا عن السيطرة. ترؤسه للجنة الذكاء الاصطناعي في النقابة يضعه في موقع مثالي لقيادة الصناعة في التعامل مع هذا التحدي المستقبلي.
