رغم كل التوقعات والترويج المكثف، تحولت مسرحية كارول سماحة الغنائية “كلو مسموح” في مهرجانات بيت الدين 2025 إلى سقطة مدوية على المستويين الفني والجماهيري. فقد شهدت العروض التي أقيمت في الأيام 23 و24 و25 تموز حضوراً ضعيفاً أجبر إدارة المهرجان على اتخاذ إجراءات استثنائية.
أزمة حضور تدفع بالدعوات المجانية
أكدت مصادر موثوقة من داخل المهرجان أن السيدة نورا جنبلاط، رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين، اضطرت شخصياً لدعوة الحضور مجاناً إلى المسرحية بعد فشل بيع التذاكر. هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ المهرجان وُصفت من قبل المراقبين بأنها “محاولة إنقاذ ماء الوجه” لتجنب الحرج من قاعات فارغة أمام المسرحية التي كانت من أبرز فعاليات الموسم.
إخفاقات على مستوى الأداء والمحتوى
تقييم العمل الفني كشف عن إشكاليات جوهرية. فرغم إشادة بعض المصادر الإعلامية بالأداء الصوتي لكارول سماحة، إلا أن النقاد المحترفين أشاروا إلى ضعف النص وبهتان الإخراج وغياب الحبكة المتماسكة. المسرحية التي هي نسخة معربة من المسرحية العالمية “Anything Goes” لم تنجح في إقناع الجمهور، حيث وُصفت بأنها “تجميع استعراضات بلا حبكة”.
سياق صعب يضاعف التحديات
جاءت هذه المسرحية في ظروف استثنائية، حيث عادت كارول سماحة للعمل بعد أيام قليلة من وفاة زوجها المنتج وليد مصطفى. هذا السياق الشخصي الصعب انعكس على أداء العمل، رغم محاولات الفنانة الاستمرار تنفيذاً لما وصفته بـ”وصية زوجها”.
أزمة عميقة تعصف بالمهرجان
أشارت مواقع إعلامية متخصصة إلى أن فشل “كلو مسموح” يعكس أزمة عميقة في مهرجانات بيت الدين. حيث وُصف الوضع بأن “نورا جنبلاط خسرت الجولة” بعد سنوات من النجاحات، وأن “رهانات خاطئة واختيارات فنية غير مدروسة بدأت تدفع المهرجان نحو أزمة ثقة”.
سياق أوسع من التحديات
المهرجان نفسه واجه تحديات كبيرة هذا العام، حيث تم تعليقه أولاً في يونيو بسبب “الظروف السياسية والأمنية” قبل الإعلان عن عودته في أواخر يونيو ببرنامج مقتضب تحت شعار “مكملين”. هذا التذبذب أثر سلباً على ثقة الجمهور والفنانين على حد سواء.
ردود فعل متباينة
بينما حضر العرض الافتتاحي في مسرح كازينو لبنان شخصيات رسمية منها وزير الإعلام بول مرقص والإعلاميتان منى الشاذلي ووفاء الكيلاني، إلا أن هذا الدعم الرسمي لم ينعكس على الحضور الجماهيري في بيت الدين.
يُذكر أن مسرحية “كلو مسموح” تُعد عودة كارول سماحة للمسرح الغنائي بعد غياب دام 17 عاماً. العمل من إخراج وكتابة روي الخوري، ويشارك فيه نخبة من الفنانين اللبنانيين بينهم فؤاد يمين وجوي كرم ودوري السمراني.
هذا الإخفاق يثير تساؤلات جدية حول مستقبل مهرجانات بيت الدين، أحد أعرق المهرجانات الثقافية في المنطقة، وقدرتها على استعادة بريقها وجذب الجمهور في ظل التحديات الراهنة.