الرئيس التنفيذي لموقع “تروجيمنغ” لـ”لنا”: السعودية تتصدر صناعة الألعاب العالمية بعد صفقة EA

صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على EA نقلة استراتيجية للاقتصاد السعودي.

وليد هنيدي

ملخص المقال

إنتاج AI

أكد محمد البسيمي أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على EA يمثل نقلة استراتيجية للاقتصاد السعودي، ويعزز مكانة المملكة في الاقتصاد الرقمي العالمي، ويساهم في تحقيق رؤية 2030، مع خلق فرص عمل نوعية للشباب.

النقاط الأساسية

  • صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على EA نقلة استراتيجية للاقتصاد السعودي.
  • الاستحواذ يعزز مكانة المملكة في الاقتصاد الرقمي ويساهم في تحقيق رؤية 2030.
  • الصفقة تفتح فرصًا للشباب السعودي في سوق الألعاب وتطوير البنية التحتية الرقمية.

في لحظة تاريخية تهز أركان صناعة ألعاب الفيديو حول العالم، ومن قلب الطموح السعودي لهذه الصناعة الكبيرة، تطل صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على شركة “Electronic Arts” لتعلن عن بداية عصر جديد يعيد رسم خريطة الترفيه الرقمي ويترجم تطلعات جيل كامل من اللاعبين والتي ثاني أكبر صفقة في تاريخ قطاع الألعاب!.

وفي حديث خاص مع “محمد البسيمي”، الرئيس التنفيذي لموقع “تروجيمنغ“، تطرق إلى تداعيات استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) مع مجموعة من المستثمرين على شركة Electronic Arts مقابل 55 مليار دولار، وأكد أن هذه الصفقة تشكل منعطفًا اقتصاديًا وتقنيًا للمملكة.

وعند سؤال البسيمي أثر وأهمية هذا الاستثمار على الاقتصاد السعودي من الناتج المحلي والوظائف أجاب “أرى أن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على EA، ضمن تحالف استثماري عالمي، يمثل نقلة استراتيجية جبارة للاقتصاد السعودي. هذا الاستثمار لا يقتصر على الأرباح المالية المباشرة، بل سيسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الاقتصادية وتعزيز مكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي”.

وأكمل “تدفق العوائد من أرباح EA إلى الصندوق سينعكس بشكل مباشر على نمو الناتج المحلي غير النفطي وسيخفض من الاعتماد على دخل أسواق الطاقة التقليدية. الأمر الأهم اقتصادياً أن المملكة ستحظى بقناة تصدير رقمية، إذ يمكن تطوير محتوى وألعاب محلياً وعرضها على المنصة العالمية لشركة EA، ما يحوّل السعودية من مستهلك إلى طرف فعّال في سوق الترفيه الرقمي الدولي. كما تمثل هذه الصفقة أساساً لنقل الخبرات وفتح فروع واستوديوهات تطوير جديدة داخل المملكة، ما يوفر آلاف الوظائف التقنية النوعية، من البرمجة والتصميم وحتى التسويق وتوزيع الألعاب”.

مكتب لشركة EA في ألمانيا (شاترستوك)

وعند سؤاله حول الفوائد غير المالية التي ستعود على السعودية من الاستحواذ والبنية التقنية يرى البسيمي أن “الفوائد تتجاوز الأرقام لتصل إلى المساهمة في بناء مجتمع سعودي رقمي ومجال ترفيه متطور، بما يواكب رؤية 2030. استحواذ الصندوق على شركة بحجم EA هو مدخل مباشر لتوطين التقنية ونقل خبرات صناعة الألعاب المتقدمة إلى المملكة.

وأكد البسيمي أن ” عبر ملكية EA ستتاح للكوادر الوطنية الفرصة للاحتكاك المباشر بعمليات تطوير الألعاب واكتساب أسرار صناعة المحتوى والذكاء الاصطناعي، وإسقاط هذه الخبرات مستقبلاً في قطاعات عدة غير الألعاب مثل المحاكاة والتعليم الرقمي. كذلك، يتطلب نجاح EA داخل المملكة تسريع تطوير البنية الرقمية وشبكات الاتصال ومراكز البيانات لضمان تجربة مستخدم عالية الكفاءة، وهو تطور سيفيد جميع القطاعات التكنولوجية. وبامتلاك أصول لشركة رائدة في الرياضات الإلكترونية، تمهد السعودية الطريق لأن تصبح مركزاً عالمياً لاستضافة بطولات ضخمة ككأس العالم للرياضات الإلكترونية، وتضمن للمواطنين فرص ترفيهية جديدة ومعايير جودة حياة أفضل”.

Advertisement

شدد محمد البسيمي في نهاية اللقاء على أن هذه الصفقة تكرس التحول الحقيقي نحو اقتصاد المعرفة في المملكة وتجسد الرؤية السعودية الطموحة بتحويل الرياض إلى عاصمة إقليمية، بل وعالمية، للألعاب الإلكترونية والترفيه الرقمي، مع خلق فرص نوعية للشباب السعودي في سوق تتجاوز عوائدها مئات المليارات سنويًا. وأكد أن مستقبل تطوير الألعاب أصبح جزءاً من استراتيجيات التنمية الوطنية ومساراً فعلياً لتحقيق الريادة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

شركة EA

تأسست شركة EA في عام 1982 بوادي السيليكون، وسرعان ما نمت لتصبح إحدى أكبر شركات ألعاب الفيديو على مستوى العالم. تشتهر الشركة بتطوير ونشر ألعاب رياضية شهيرة مثل سلسلة FIFA (التي سميت مؤخراً بـ EA Sports FC) وألعاب قوية أخرى مثل The Sims و Battlefield.

لعبة كرة القدم من EA للبلاي ستيشن 5 (شاترستوك)

عرفت EA بنجاحها في ابتكار نماذج اقتصادية قائمة على الشراكات مع المؤسسات الرياضية الكبرى، واعتماد الإيرادات المتكررة من المشتريات داخل الألعاب والخدمات الرقمية، ما ساهم في جعلها واحدة من أنجح شركات القطاع من حيث الأرباح السنوية.

تُعد هذه الصفقة هي ثاني أكبر صفقة في تاريخ قطاع الألعاب، وتمنح الشركة فرصة للتحرر من ضغط المستثمرين وإعلانات الأرباح الفصلية، ما يتيح لها التركيز على الابتكار طويل الأجل في تطوير ألعاب وتكنولوجيا جديدة، مثل الذكاء الاصطناعي وألعاب الخدمات الحية. كل ذلك يعود بالنفع على مجتمع اللاعبين بمنحهم تجارب أكثر جودة وعمقاً.

كأس العالم للرياضات الالكترونية

Advertisement

انطلق كأس العالم للألعاب الإلكترونية أول مرة عام 2024 في العاصمة السعودية الرياض، وهو الحدث الأضخم في مجال الرياضات الرقمية، واستضافته العاصمة السعودية الرياض صيف عام 2025 للعام الثاني على التوالي، بمشاركة أكثر من 2,000 لاعب محترف يمثلون 200 من أفضل الأندية حول العالم.

افتتاح كأس العالم للرياضات الالكترونية في 2024 (واس)

تتوزع فعاليات البطولة على مدى سبعة أسابيع حافلة، وتشارك فيها نخبة الفرق العالمية في 25 بطولة تشمل 24 لعبة إلكترونية، وسط تنافس شديد على جوائز قياسية يفوق مجموعها 70 مليون دولار أمريكي، من بينها 7 ملايين دولار للفريق الفائز بلقب بطولة الأندية. ويبرز فريق Falcons السعودي بصفته أحد أبرز الأبطال بعدما فرض هيمنته وحصد ذهبية البطولة إلى جانب جوائز أخرى متنوعة في نسخة هذا العام.

تواكب البطولة مهرجاناً رقمياً ضخماً يجذب ملايين الزوار محلياً ودولياً، بدعم حكومي كبير من وزارتي السياحة والخارجية عبر تسهيلات التأشيرة الإلكترونية لحاملي التذاكر. وتعد البطولة ركيزة استراتيجية لتطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بالمملكة، حيث تصب في خدمة أهداف رؤية السعودية 2030 بتنويع الاقتصاد، وتعزيز جودة الحياة، والارتقاء بمكانة الرياض كمركز عالمي للألعاب الرقمية ولتنظيم البطولات الدولية الكبرى