شهدت مدينة الفاتيكان مساء السبت إقامة حفل موسيقي استثنائي جمع فنان الكانتري والراب الأمريكي جيلي رول مع البابا ليو السابع عشر، تحت عنوان «من القاع الصخري إلى أرض القداسة». أقيم الحدث في الساحة الشهيرة سنتو بطرس بحضور عدد من كبار الفنانين ورجال الدين والمسؤولين الدبلوماسيين.
افتتح الحفل بكلمة للمونسنيور ماركو فيرّارا، من مكتب الاتصالات بالفاتيكان، أكد خلالها أهمية الموسيقى كجسر يُقرب بين الثقافات ويُعزز قيم التسامح والتعايش. ثم صعد جيلي رول إلى المنصة وقدم مجموعة من أشهر أغانيه التي تحكي مسيرة نضاله الشخصي مع الإدمان والفقر، ومنها «بداية جديدة» و«لمسة رحمة»، وسط تفاعل كبير من الجمهور المختلط بين المؤمنين والسياح.
منح البابا ليو السابع عشر جيلي رول قطعة فنية تذكارية
بعد العرض، منح البابا ليو السابع عشر جيلي رول قطعة فنية تذكارية تمثل حمامة السلام، معبراً عن إعجابه برسالة الأمل التي تنطوي عليها موسيقاه. وفي تصريح مقتضب للصحافة، قال البابا ليو إن الفن يُعبِّر عن أعمق أحاسيس الإنسان، وقد ساهم في إعادة تأهيل قلوبٍ ضلت طريقها.
بدوره، عبّر جيلي رول عن امتنانه لهذه اللفتة قائلاً: «اللقاء مع البابا يمثل ذروة رحلتي من الظلام إلى النور. الموسيقى توقد فينا الشعور بالأمل والمحبة». وأضاف أنه يأمل في استمرار التعاون مع الفاتيكان لتنظيم مواكب خيرية موسيقية تستهدف الشباب المعرضين للانحراف.
سلسلة فعاليات مماثلة
تخطط إدارة الحفل لإقامة سلسلة فعاليات مماثلة في مدن أوروبية أخرى قبل نهاية العام، بالتنسيق مع مجلس الكنسيات اللاتينية ومكتب اليونيسكو في روما. وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على دور الفن في مكافحة الفقر والعنف الاجتماعي.
شارك في الحفل كذلك كل من المغنية الإيطالية إلسا ماريا وعازف الكمان الفنلندي يوهانا سالوما وفرقة الفاتيكان الكورالية. وقد خُصص جزء من عوائد التذاكر لصالح جمعية الأطفال بلا مأوى ومشروعات إعادة تأهيل الكبار المدمنين في إيطاليا.
جاء هذا اللقاء النادر في ظل سعي الفاتيكان لتعزيز دوره الثقافي والاجتماعي، واعتباره منصة عالمية تجمع بين القيم الروحية والفنون بمختلف أشكالها. ويعكس اختيار جيلي رول للتشارك مسرحياً مع مثل هذه المؤسسة الروحية عمق الرسالة الإنسانية التي يحملها الفنان في مسيرته.
تتواصل في الفاتيكان جهود دمج الفن بالمهمة الروحية عبر سلسلة مشاريع مستقبلية تشمل معارض فنية ومهرجانات أدبية وموسيقية، من شأنها توسيع دائرة الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة. ويُتوقع أن تُعلن التفاصيل الكاملة لجدول الفعاليات الجديدة خلال الشهر المقبل.