في تفاعل فني لافت للنظر، اختار الفنان السوري الشامي الرد بذكاء على تصريحات النجمة اللبنانية نوال الزغبي، التي أشارت خلال ظهورها الإعلامي على برنامج “المسار” إلى صعوبة فهم كلمات أغانيه، رغم إعجابها بموسيقاها. يعكس هذا الحوار صراعاً فنياً خلاقاً بين مدرستين موسيقيتين: جيل الطرب الكلاسيكي، وجيل الأغنية الحديثة.
ما قالته نوال الزغبي؟
عبّرت الزغبي، وهي إحدى أشهر الأصوات في المنطقة، عن رأيها بصراحة: “ما بفهمش أغانيه بس الموسيقى بتاعته حلوة وأديله قلب” وبهذا، أطلقت نقداً يشار إليه بأصابع العديدين: أن كلمات الشامي غامضة أو بعيدة عن الوضوح البلاغي التقليدي، حتى لو كانت التوزيعات والألحان جاذبة.
رد الشامي: ذكاء أم جرأة
لم يترك الشامي المجال للشك أو للردود السلبية. عبر منشور على إنستغرام مساء الأربعاء، وجه رسالة واضحة للزغبي، بدأها بـ: “النجمة الكبيرة نوال الزغبي اللي كلنا اتربينا على صوتها وبنحترمها”. ولم يكتفِ بالتقدير، بل دافع بحكمة عن فنه، قائلاً: “ضروري حد يشرحلك الأغاني بتاعتي مع إن مفيهاش أي تفسير”. وهنا يكمن جوهر الخلاف الفني: الشامي يؤكد أن أغانيه لا تُقصد أن تُفهم عقلياً بقدر ما تُشعر عاطفياً – وهي رسالة عكسية مباشرة لمن يطالب بوضوح الكلمات التقليدي.
أكمل الشامي: “بس أكيد هتحبيهم جدا لأنها بتمثل جيلنا والأغنية الجديدة، ولإني بتشرف بيكي يا نجمة وبنتعلم منكم”. في هذه الجملة يختزل الفنان الشاب الفرق الأساسي بين الأجيال: موسيقاه “تمثل الجيل”، أي أنها ليست موجهة للجميع بالضرورة، بل لمن يجد نفسه في لغتها وإيقاعها.
الأغنية العربية بين روح اليوم وجذور الأمس
ويأتي هذا التبادل في إطار نقاش أوسع حول هوية الأغنية العربية المعاصرة، حيث يميل جيل الشباب إلى المزج بين الإيقاعات الحديثة واللغة اليومية السريعة، بينما يتمسّك الجيل الكلاسيكي بقواعد الطرب والكلمة الواضحة والمعنى المباشر.
وفي المحصلة، لم يتحوّل الخلاف إلى صدام، بل بدا كحوار ثقافي طبيعي بين مدرستين فنيتين، يؤكد أن تطور الموسيقى لا يلغي ما سبقه، بل يبني عليه بلغته وأدواته الخاصة.




