أنهى النجم اللبناني راغب علامة أزمته مع نقابة المهن الموسيقية في مصر بحضوره شخصياً إلى مقر النقابة يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، والتقائه بالنقيب مصطفى كامل في جلسة وصفت بأنها ودية ومثمرة.
حضور راغب علامة لنقابة الموسيقيين يضع حداً للأزمة
وصل راغب علامة إلى مقر نقابة المهن الموسيقية بالقاهرة في الثالثة عصراً تقريباً استجابة لقرار النقيب مصطفى كامل باستدعائه للتحقيق. أكد علامة خلال اللقاء أن النقابة تمثل “عائلته الفنية” حتى وإن لم يكن عضواً رسمياً فيها، مشيراً إلى أنه كان سيحضر بمجرد دعوة شخصية من النقيب دون الحاجة لإجراء تحقيق رسمي.
وصف علامة مصر بأنها “هوليوود الشرق” وأكد أن تربيته الفنية تأثرت بالموسيقى المصرية وذكرياتها وجمهورها الذي وصفه بأنه “أجمل ما في الحياة”. واعترف بأن بعض الأشخاص صعدوا إلى المسرح خلال حفله في الساحل الشمالي، مؤكداً أن هذا الأمر أزعجه لكنه لا يستطيع أن “يصد الناس”.
مصطفى كامل يشيد بموقف راغب علامة
أشاد النقيب مصطفى كامل بموقف راغب علامة وتجاوبه مع قرار النقابة. أوضح كامل أنه شرح لراغب القوانين المنظمة لعمل النقابة، وأن الفنان اللبناني أبدى تفهماً كاملاً للأمر وأكد استعداده لمراعاة العادات والتقاليد المصرية في حفلاته المستقبلية.
نقل كامل عن راغب قوله إن “الساحل ومصر والسياحة مسؤولية، وطالما الأمر يتعارض مع العادات، فهو يرفضه وسيلتزم بعدم تكراره”. وأثنى النقيب على “روح التعاون” التي أظهرها راغب علامة، مؤكداً أن النقابة تدعم كل فنان يحترم القيم الفنية ويحافظ على صورة مصر أمام العالم.
رفع العقوبة واستئناف النشاط الفني
أعلنت نقابة المهن الموسيقية رسمياً رفع العقوبة الموقعة على راغب علامة وإلغاء قرار منعه من الغناء في مصر. جاء هذا القرار عقب الاجتماع المثمر الذي جمع راغب علامة بالنقيب مصطفى كامل وأعضاء مجلس إدارة النقابة.
فور انتهاء اللقاء، توجه راغب علامة مباشرة إلى أحد الاستوديوهات في القاهرة لبدء العمل على أغاني جديدة بالتعاون مع الموزع الموسيقي عمرو الخضري. كشف الخضري عن سعادته بالعمل مع علامة قائلاً: “النجم الكبير راغب علامة شرفني النهاردة، ونعمل سويًا على أغاني مميزة جدًا. إن شاء الله تعجب الجمهور”.
خلفية الأزمة والتطورات الأخيرة
تعود الأزمة إلى حفل أحياه راغب علامة في الساحل الشمالي بمصر في يوليو 2025، حيث صعدت إحدى المعجبات إلى المسرح وقبلته، ما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. إثر ذلك، أصدر النقيب مصطفى كامل قراراً في 21 يوليو بإيقاف راغب علامة عن الغناء في مصر واستدعائه للتحقيق.
وصف النقيب تلك الواقعة في نص قراره بـ”سلوك مشين يخالف كل العادات والتقاليد المجتمعية المصرية”، مؤكداً أن “مسارح مصر التي اعتلاها كبار فناني مصر والعالم العربي لم تكن ولن تكون يوماً مرتعاً للقبلات والإيحاءات غير المنضبطة”.
تصريحات علامة حول مسؤولية الحماية
شدد راغب علامة خلال اللقاء على أن مسؤولية حماية الفنان من المواقف المحرجة تقع على عاتق الجهة المنظمة للحفلات. وقال: “المسرح لازم يكون للفنان ياخد راحته فيه بدل ما ينشغل بالحضور”، مطالباً الجهات المنظمة بأن تسمح للمسرح أن يكون “للمغني والفرقة الموسيقية فقط”.
أوضح علامة أنه يقدر محبة الجمهور تقديراً كبيراً، لكنه أكد في الوقت ذاته على ضرورة أن يبقى المسرح مخصصاً للأداء الفني، بينما تُترك الصور والمقابلات لأماكن أخرى. واقترح تخصيص “مكان للغناء ومكان تاني للصور”.
نفي الخلافات الشخصية وتأكيد العلاقة الودية
نفى راغب علامة وجود أي خلافات شخصية مع النقيب مصطفى كامل، مؤكداً أن “الناس فاكرة إن بينا خلافات.. وإحنا قاعدين جوا مفيش ملامة، النقابة بيتي الأول”. وأضاف أن العلاقة بينهما قائمة على “الود والاحترام”.
أكد علامة أن ما جرى لم يكن تحقيقاً بالمعنى التقليدي، بل كان “لقاءً ودياً”، قائلاً مبتسماً: “النقابة أكرمتني وضيفتني وشربنا قهوة”. ووصف ما حدث بأنه مجرد “سحابة صيف وعدت”.
هذه التسوية الودية تؤكد على قوة العلاقات الفنية والثقافية بين مصر ولبنان، وتبرز دور النقابات المهنية في الحفاظ على القيم الفنية مع احترام الفنانين والعمل على حل الخلافات بطريقة حضارية ومهنية.