أكدت الفنانة اللبنانية باسكال صقر أنّ جمهورها لا يزال يحتفظ بشغفٍ كبير تجاه أغانيها القديمة. جاء كلامها خلال حديثٍ مطوّلٍ دار في مهرجانات بلدة بدادون اللبنانية لجريدة الشرق الأوسط، حيث أبدت صقر اهتمامها بالتواصل المباشر مع جمهورها بعيدًا عن ضجيج الإعلام التقليدي.
في مستهل اللقاء، استهلّت باسكال صقر تصريحها بالإشارة إلى الحضور المتفاعل الذي لطالما شهدته حفلاتها الصيف الفائت في جبيل وفالوغا والعربانية والأشرفية، معتبرةً أنّ هذا التفاعل المستمر يدلّ بوضوح على استمرار عشق الجمهور لأغنياتها من زمن الفن الجميل. وأوضحت قائلةً: «عندما أقدّم أغنية من أرشيفي القديم، ألاحظ اندفاع الحضور نحو التصفيق والهتاف، وكأنهم يرغبون في استرجاع ذكرياتٍ لا تغيب عن الوجدان» (الشرق الأوسط).
وعن سبب تركيزها على الأعمال القديمة أكثر من الجديدة، أوضحت صقر أن «الأعمال الفنية القديمة عامة تبقى الأجمل، لأنها ارتبطت بمرحلة زمنية تحمل في طياتها الكثير من المشاعر والذكريات» (الشرق الأوسط). وأضافت أن الصعوبات المالية التي تواجهها حاليًا تحدّ من قدرتها على ترويج الأغاني الجديدة عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية، بينما يحظى رصيدها الغنائي الكلاسيكي بانتشارٍ مستمر دون الحاجة إلى ميزانياتٍ ضخمة.
وأشارت الفنانة إلى أنّ الزمن الجميل لا يزال موطنًا لمحبي الطرب الأصيل من مختلف الأجيال، موضحةً أنّ «هناك جيلٌ من الشباب لا يستهين بقدره، بل يرتبط بأغنيات الطرب القديم ارتباطًا وثيقًا. لذا من الضروري الحفاظ على هذه الذاكرة الموسيقية، وجعلها حاضرة على الدوام» (الشرق الأوسط).
فيما يتعلق بالمهرجانات والحفلات المصاحبة لصيف 2025، قالت صقر إنّها حريصةٌ على اختيار الأعمال التي تضمن تفاعل الجمهور، وغالبيتها من الأرشيف الغنائي القديم، حيث استعرضت أمام الصحيفة مجموعةً من أشهر أغنياتها، بينها «صبّوا فوقك النار»، و«يا سارق مكاتيبي»، و«اشتقنالك يا بيروت»، و«وعدوني ونطروني» (الشرق الأوسط). وعبّرت عن امتنانها لشركائها من الملحنين الكبار الذين ساندوا مسيرتها، من بينهم الراحلان ملحم بركات وإيلي شويري، والموسيقار الراحل إلياس الرحباني، مؤكدةً أنّ هذه التعاونات خلّدت اسمها في ذاكرة اللبنانيين.
وأثناء المقابلة، انتقل الحديث إلى تجربتها مع وسائل التواصل الاجتماعي، فقالت إنها تعتمد على «فيسبوك» كمنبرٍ أساسي للتواصل مع محبيها، معترفًةً بأنها لا تولي اهتمامًا كبيرًا للسوشيال ميديا، لكنها لا تزال تشهد تفاعلاً ملموسًا مع منشوراتها حول حفلاتها وأعمالها القديمة (الشرق الأوسط).
واختتمت باسكال صقر حوارها بتأكيدها على أنّ «الفن الحقيقي لا يمكن مقارنته بأي ترند عابر؛ فكلما غنّينا بصدقٍ وصدقنا خيال المستمع، استمرت الأغاني وعاشت» (الشرق الأوسط). وعبرت عن أملها بأن تعمل المؤسسات اللبنانية على دعم الفنانين القدامى ليس فقط عبر المنصات الرقمية، بل أيضًا عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية، تمامًا كما يحدث في بعض البلدان التي تولي للمبدعين القدامى مساحةً إعلامية دون مقابلٍ مادي، حفاظًا على التراث الفني وإثراء ذاكرة الأجيال المقبلة.




