تسلّمت الميزو-سوبرانو المصرية العالمية فرح الديباني مفتاح مدينة الإسكندرية في احتفالية خاصة أقيمت بقلعة قايتباي، مساء الخميس، ضمن فعاليات اليوم القومي للإسكندرية. أقيم حفل التكريم تحت سماء القلعة التاريخية بحضور رسمي وثقافي بارز.
حضر الاحتفالية الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتورة نوريا سانز، المدير الإقليمي لمنظمة اليونسكو في الدول العربية. كما شارك في الحفل الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إلى جانب سفراء وقناصل عدد من الدول منهم روسيا والصين وفلسطين ولبنان.
بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية من محافظ الإسكندرية، أكد فيها اهتمام القيادة السياسية بتنمية المدينة والحفاظ على تراثها. ثم لفت النظر إلى أهمية الدعم المستمر للمبدعين المحليين، مشيرًا إلى أن فرح الديباني باتت رمزًا للفن المصري في العالم.
عقب الكلمة الرسمية، قدّم محافظ الإسكندرية مفتاح المدينة للسوبرانو فرح الديباني تقديرًا لإسهاماتها الفنية في إحياء التراث الغنائي المصري والعالمي. وتسلّمت فرح الديباني مفتاح القلعة بفرحٍ واضح، معبرة عن فخرها بتكريمها في مدينتها الأم.
أعربت الديباني عن سعادتها البالغة بهذا التكريم الذي وصفته بـ«الخاص»، لكونه يأتي من أهل الإسكندرية الذين تربّت بينهم منذ صباها. وأكدت حرصها على مواصلة إحياء تراث الإسكندرية الغنائي من خلال برامج فنية مستقبلية.
انطلقت بعد ذلك فقرة غنائية شاركت فيها الديباني مع أوركسترا «سينكوب» بقيادة المايسترو جورج قلته. وقدمت خلالها مجموعة من أشهر مقطوعاتها الغنائية بلغات متعددة، تفاعل معها الحضور بحرارة.
شهدت الأمسية أيضًا عرضًا تعريفيًا بمشروعات تنموية جارية في الإسكندرية، تضمنه تقديم مرئي على شاشات معلقات داخل القلعة. واستعرض الفيديو جهود المحافظة في تحديث البنية التحتية السياحية وإعادة ترميم المواقع الأثرية.
جاءت الاحتفالية في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي الثالث والسبعين، الذي تحتفل به الإسكندرية في الثامن من أغسطس من كل عام. ويرمي هذا اليوم إلى إبراز قيم المدينة الحضارية وتراثها المتنوع.
شارك في الحفل عدد من المثقفين وأعضاء السلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى شخصيات من المجتمع المدني ورموز ثقافية محلية وعربية. وحرص الحضور على التنقل عبر ممرات القلعة، ضمت عربات الجولف لنقل كبار الضيوف.
قدم الإعلامي أحمد سالم تغطية حية للاحتفالية عبر أحد القنوات المحلية، مشيرًا إلى أن الفعالية تعكس مدى الرعاية التي توليها الدولة للإسكندرية. ولقي حفل فرح الديباني إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، خصوصًا من جمهور الفن الأوبرالي والموسيقي.
تأتي هذه التكريمات وسط سلسلة من الإنجازات التي حققتها فرح الديباني مؤخرًا على الصعيدين المحلي والدولي. فقد مثلت مصر في مؤسسات فنية عالمية عدة، وأدّت أدوارًا رئيسية في أوبرا باريس وأماكن فنية مرموقة.
من جهته، أشاد الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق وابن الإسكندرية، في كلمة مسجلة، بتاريخ المدينة العريق وأهميتها الثقافية، معبرًا عن فخره بانتمائه إليها. وشدد على أن الإسكندرية ستظل منارة للعلم والفن عبر العصور.
اختتمت الاحتفالية وسط تصفيق حار، حيث اختلطت أصوات البحر المتوسط بصدى الألحان الأوبرالية داخل جدران القلعة. وغادرت فرح الديباني المكان محاطة بالتهاني، بعد ليلةٍ سجلت اسمها بحروف من ذهب في سجل تكريمات الإسكندرية.
