فضيحة فيلفيت سن داون كشفت عن تلاعب فني كبير في مجال الموسيقى الرقمية، بعد أن أقر متحدث باسم الفرقة بأنها مجرد مشروع وهمي تم إنشاؤه عبر الذكاء الاصطناعي باستخدام منصة “سونو”. وقد أثار هذا الاعتراف ضجة واسعة بعد أن حققت الفرقة أكثر من 500 ألف مستمع شهري على “سبوتيفاي” خلال فترة وجيزة.
فضيحة فيلفيت سن داون تهز الوسط الموسيقي الرقمي
أوضح أندرو فريلون، المتحدث باسم المشروع، أن “فيلفيت سن داون” ليست سوى حيلة فنية لتجربة حدود الفن في العصر الرقمي. وقد وصف المشروع بأنه “تسويق وتلاعب” يهدف إلى جذب الانتباه، تماماً كما فعلت مجموعة “ليدز 13” في تسعينيات القرن الماضي.
في البداية، نفت الفرقة على منصة “إكس” استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنها سرعان ما غيرت روايتها. اعترف فريلون تدريجياً بأن بعض الأغاني تم توليدها باستخدام منصة “سونو”، دون تحديد أي منها تحديداً.
استخدام منصة “سونو” في صناعة الموسيقى المزيفة
تعتمد منصة “سونو” على نموذج ذكاء اصطناعي متطور قادر على تحويل النصوص إلى موسيقى كاملة، مع الحفاظ على شخصية صوتية متسقة. استخدمت “فيلفيت سن داون” هذه الميزة لتوليد هوية صوتية ثابتة، ما جعل المستمعين يظنون أنهم يسمعون فناناً حقيقياً.
الميزة المسماة “الشخصية” مكّنت المستخدمين من حفظ جوهر صوت المطرب وتكراره في أغاني متعددة، وهو ما منح الفرقة مصداقية زائفة.
علامات التزييف والتلاعب بالمستمعين
منذ ظهورها في يونيو 2025، لاحظ المراقبون غياب أي سجل رقمي سابق للفرقة. كما كشف المحلل ريك بياتو عبر “يوتيوب” عن مؤشرات تدل على أن الموسيقى والصور الترويجية مولّدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي.
وصل عدد مستمعي الفرقة إلى 750 ألف شهرياً، مع نجاح أغنيتها “غبار على الريح”، ما أثار تساؤلات حول شرعية هذا الانتشار السريع.
ديزر تضع تحذيرات وسبوتيفاي في موقف حرج
أضافت “ديزر” تنبيهاً على بعض الأغاني يشير إلى احتمال توليدها بالذكاء الاصطناعي، في حين لا تزال “سبوتيفاي” تفتقر إلى سياسة واضحة بشأن هذا النوع من المحتوى. وقد عبّر موظفون سابقون في “سبوتيفاي” عن قلقهم من الثغرات الحالية.
كشفت “ديزر” أن نحو 18% من الأغاني المرفوعة يومياً على منصتها تُنتَج بالذكاء الاصطناعي، ما يعزز المخاوف من استغلال التكنولوجيا في تضليل الجمهور.
هل كان النجاح مفبركاً؟
تحققت الشكوك عندما تبين أن أغاني “فيلفيت سن داون” ظهرت في قوائم تشغيل تابعة لأربعة حسابات فقط على “سبوتيفاي”. وعند سؤاله عن ذلك، تهرب فريلون من الإجابة، مما زاد من الريبة حول أساليب الترويج المستخدمة.
تُظهر هذه الممارسات كيف يمكن استغلال الخوارزميات لصنع شهرة رقمية وهمية دون أساس فني حقيقي.
السياق التاريخي للخداع الفني الرقمي
أعاد فريلون تسليط الضوء على حادثة “ليدز 13” كمرجعية فنية، حيث خدع طلاب الفن الصحافة بصور مزيفة. وبحسب فريلون، فإن العالم الرقمي المعاصر يتيح للمحتوى الزائف أن يكون مؤثراً أكثر من الحقيقي، وهذا ما يجعل من فضيحة فيلفيت سن داون تجربة تستحق التأمل.
مستقبل الموسيقى في ظل الذكاء الاصطناعي
تعكس الفضيحة المخاوف المتزايدة من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى. تواجه شركات مثل “سونو” و”أوديو” دعاوى قضائية تتعلق باستخدام محتوى محمي لتدريب نماذجها. كما تطالب جمعيات حقوق النشر بوضع ضوابط صارمة على استخدام هذه التقنية.
من الضروري تطوير سياسات تضمن الشفافية وتحمي الفنانين الحقيقيين، في ظل التحديات المتنامية التي تفرضها الموسيقى المولّدة آلياً على الصناعة التقليدية.