ليدي غاغا تثير الجدل برسائل تحرير فلسطين: شهد الحفل الافتتاحي لجولة “Mayhem Ball Tour” للمغنية الأميركية ليدي غاغا، الذي أُقيم يوم الأربعاء 16 يوليو 2025 في ملعب تي-موبايل أرينا بلاس فيغاس، جدلاً واسعاً بعد ظهور رسائل سياسية مثيرة للجدل على الشاشات العملاقة خلف المسرح، بينها رسائل داعمة للقضية الفلسطينية وشعارات مناهضة للرئيس دونالد ترامب.
الرسائل، التي بُثّت ضمن فقرة “أصوات الفوضى” (Voices of Mayhem) قبل صعود المغنية إلى المسرح، تضمنت رسالة كتبتها معجبة باسم “كورتني” جاء فيها: “ليسقط دونالد ترامب. حياة المتحولين جنسياً مهمة. ولتحرير فلسطين”. كما ظهرت رسالة أخرى تضمنت شعار “لا إنسان غير شرعي. أذيبوا دائرة الهجرة والجمارك. ليسقط ترامب”.
تحولت هذه الرسائل بسرعة إلى محتوى فيروسي على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما إكس (تويتر) وإنستغرام، حيث تداولها المستخدمون على نطاق واسع. المنشور الذي نشره مدير موقع LittleMonsters.com حصل على 272,900 مشاهدة و29,000 إعجاب وقت النشر.
ليدي غاغا تثير الجدل برسائل تحرير فلسطين: آلية اختيار الرسائل تثير التساؤلات
الطريقة التي ظهرت بها هذه الرسائل أثارت تساؤلات حول مدى مشاركة ليدي غاغا أو فريقها في عملية الاختيار. وفقاً لتقرير موقع بكرا، رغم أن ليدي غاغا لم تعلّق بشكل مباشر على الرسائل ولم تظهر قرب الشاشة عند بثها، أفادت تقارير بأن الطاقم الفني اختار مسبقاً الرسائل التي ستُعرض بعد تلقيها من المعجبين عبر موقعها الرسمي، ما يشير إلى أن القرار كان واعياً ومقصوداً.
من جانب آخر، ذكرت تقارير أخرى أن المعجبين يمكنهم إرسال رسائلهم مباشرة عبر نموذج على موقع المغنية الرسمي أو من خلال رمز استجابة سريعة، مما يطرح تساؤلات حول مستوى المراجعة والموافقة المسبقة.
ردود فعل متباينة على وسائل التواصل
انقسمت ردود الفعل بين الجمهور بشكل حاد. أشاد البعض بما اعتبروه “حرية التعبير” في حفلات غاغا، بينما تساءل آخرون عما إذا كانت المغنية تحاول التهرب من تبنّي موقف سياسي مباشر. بعض المتابعين قالوا إن “منصة غاغا باتت ساحة صراع أيديولوجي”.
على منصة ريديت، علّق أحد المستخدمين قائلاً: “هذا يبدو وكأنه تجنب للانتقادات أكثر من كونه رسالة صادقة. الرأي العام يتغير والناس الذين ندموا على عدم قولهم شيئاً حول إبادة جماعية حقيقية يخافون من ردود الفعل”.
تاريخ المغنية مع القضايا السياسية
ليدي غاغا، التي تحمل الاسم الحقيقي ستيفاني جيرمانوتا، معروفة بمواقفها الداعمة لحقوق مجتمع الميم والقضايا التقدمية. لكن موقفها من القضية الفلسطينية ظل غامضاً ومثيراً للجدل.
أدت المغنية في إسرائيل مرتين، في عامي 2009 و2014، حيث وصفت البلاد بأنها “مكان جميل” وأشادت بطاقة شعبها. كما رُفض طلبها أداء حفل في إندونيسيا عام 2012 بسبب تهديدات من جماعات إسلامية متشددة اعتبرتها “رسولة الشيطان”.
في فبراير 2024، واجهت المغنية انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب صمتها حول الحرب في غزة، حيث علّق أحدهم على منشور لها حول كرة القدم الأميركية قائلاً: “ليدي غاغا تنشر عن السوبر بول لكن ليس لديها شيء تقوله عن الإبادة الجماعية في فلسطين”.
السياق الأوسع للجولة الموسيقية
جولة “Mayhem Ball Tour” هي الجولة الثامنة لليدي غاغا، وتدعم ألبومها الجديد “Mayhem” الذي صدر في مارس 2025 وتصدر قائمة بيلبورد 200. تتضمن الجولة 63 عرضاً تبدأ في 16 يوليو 2025 وتنتهي في 30 يناير 2026 في طوكيو.
اختارت المغنية أداء العروض في صالات رياضية بدلاً من الملاعب “للحصول على فرصة للتحكم في تفاصيل العرض بطريقة لا يمكن تحقيقها في الملاعب”، كما صرحت في إعلانها عن الجولة.
جدل مستمر حول المشاهير والقضايا السياسية
تأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من الضغط المتزايد على المشاهير للتعبير عن مواقفهم من القضايا السياسية الحساسة. العديد من الفنانين العالميين اتخذوا مواقف علنية من الحرب في غزة، بينما فضّل آخرون البقاء صامتين.
منظمة “Creative Community for Peace” التي تأسست عام 2011 لدعم الفنانين الذين يؤدون في إسرائيل، تضم بين الموقعين على بياناتها أسماء بارزة مثل بول مكارتني وريهانا وليدي غاغا.
مع استمرار الجولة الموسيقية حتى يناير 2026، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت ليدي غاغا ستتخذ موقفاً علنياً أكثر وضوحاً، أم ستستمر في ترك المساحة لمعجبيها للتعبير عن آرائهم السياسية عبر منصتها الفنية. الأمر المؤكد أن هذا الحدث وضع المغنية في قلب نقاش سياسي لم تشهده جولاتها السابقة بهذه الحدة.