اختيار محمد رمضان لتقديم الأغنية الرسمية لكأس الأمم الإفريقية 2026 لم يأتِ من فراغ، بل تتويجًا لمسار من الحضور الفني في القارة بدأ مع مشاركته السابقة في نشيد البطولة بنسخة 2024، ليصبح أول فنان مصري يقدّم أغنية رسمية للبطولة في نسختين متتاليتين. البطولة التي تستضيفها المغرب أواخر 2025 وبدايات 2026 تمنح الأغنية منصة مشاهدة ضخمة على مستوى إفريقيا والعالم، ما يجعل اختيار اسم له حضور إعلامي واسع مثل رمضان خطوة محسوبة من منظمي الحدث وشركاء البث والرعاية.
كواليس الاختيار وتصريحات محمد رمضان
محمد رمضان أعلن الخبر عبر حساباته الرسمية ووسائل إعلام مصرية وعربية، مؤكدًا أنه سيقدّم الأغنية الرسمية لأمم إفريقيا 2026 في المغرب، معبّرًا عن فخره بوصفه أول مصري يشارك رسميًا في نشيد البطولة مرتين. أوضح أن الاتفاق تم بالتنسيق مع اللجنة المنظمة والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأن العمل جرى التحضير له مبكرًا لضمان جاهزيته قبل حفل الافتتاح، مع وعود بأن يحمل مزيجًا من الطاقة الإيجابية ورسائل الوحدة الإفريقية. في لقاءات إذاعية، أشار رمضان إلى أن الجمهور منحه لقب “نمبر وان” وأن مشاركته في حدث قاري مثل أمم إفريقيا تُعد امتدادًا طبيعيًا لطموحه في الوصول إلى جمهور أوسع خارج حدود مصر والمنطقة العربية.
ملامح الأغنية الرسمية المنتظرة
التقارير تشير إلى أن الأغنية ستكون عملاً حماسيًا سريع الإيقاع مصممًا ليتلاءم مع أجواء الملاعب، مع استخدام خليط من الإيقاعات العربية والإفريقية ليشعر بها جمهور القارة على اختلاف ثقافاته. الأغنية صُوّرت في فيديو كليب يجمع لقطات من ملاعب مغربية وشوارع إفريقية، إلى جانب لوحات استعراضية راقصة تعكس روح الكرة والاحتفال، على غرار ما قُدّم في نسخ سابقة عندما شارك رمضان مع يمي ألادي وماجيك سيستم في عمل مشترك. العمل المنتظر سيُعرض لأول مرة قبل انطلاق البطولة عبر قنوات رياضية وإذاعات عربية مثل “نجوم إف إم” و”Nile FM”، التي سبق أن كرّمته ومنحته الميكروفون الذهبي تقديرًا لشعبيته وحضوره الجماهيري.
أهمية الخطوة لمسيرة رمضان وحضور مصر إفريقيًا
هذا الاختيار يعزّز مكانة محمد رمضان كأحد أهم الوجوه العربية على الساحة الإفريقية، حيث أصبح اسمه مرتبطًا بسلاسل حفلات وجولات في المغرب وتونس وبلدان أخرى، إلى جانب مشاركاته في مهرجانات وفعاليات قارية. تقديم الأغنية الرسمية للبطولة يفتح أمامه بابًا إضافيًا للانتشار عبر بث الأغنية في الملاعب، والإعلانات، وتغطيات القنوات الرياضية العالمية، ما يعني أن صورته وأسلوبه الفني سيصلان إلى جمهور لا يتابع بالضرورة الإنتاج الدرامي أو الكليبات العربية التقليدية. على مستوى الصورة العامة لمصر، يعطي الاختيار إشارة إلى حضور فني مصري معاصر في قلب حدث كروي إفريقي كبير، في امتداد لتاريخ طويل من التفاعل الثقافي والرياضي بين مصر والقارة.
تفاعل الجمهور بين الحماس والجدل
كما هو معتاد مع أخبار محمد رمضان، جاء التفاعل الجماهيري على مواقع التواصل منقسمًا بين حماس وترحيب وانتقادات وتحفّظات. مؤيدو الخطوة يرون أن شخصية رمضان الاستعراضية وحضوره المسرحي القوي مناسبة تمامًا لأجواء افتتاح بطولة قارية تعتمد على الإبهار والجذب البصري، خاصة لفئة الشباب التي تشكل النسبة الأكبر من جمهور كرة القدم. في المقابل، يفضّل منتقدون أن تتجه الاختيارات إلى أصوات أكثر “تقليدية” أو إلى أعمال جماعية تضم فنانين من دول إفريقية مختلفة، ما يفتح نقاشًا أوسع حول هوية الأغاني الرسمية للبطولات الكبرى: هل تعكس تنوع القارة أم تنحاز لنجومية فرد واحد.
ما الذي يمكن أن تعنيه الأغنية لكأس الأمم 2026؟
الأغاني الرسمية غالبًا ما تصبح جزءًا من ذاكرة البطولات، كما حدث مع أعمال سابقة لكأس العالم أو أمم إفريقيا ترسخت في الوجدان الجماعي حتى بعد نهاية المنافسات. إذا نجح محمد رمضان وفريق العمل في تقديم أغنية تجمع بين البساطة وال catchiness وروح المدرجات، فربما تُردّد في الشوارع والمقاهي العربية والإفريقية بالتوازي مع توالي المباريات، ما يضيف إلى زخم البطولة التسويقي والجماهيري. وفي جميع الأحوال، يبقى اختيار رمضان عنوانًا لرغبة منظمي أمم إفريقيا 2026 في تقديم نسخة “عصرية” تتحدث بلغة الصورة والإيقاع السريع، وتخاطب جمهور المنصات الرقمية بقدر ما تخاطب جمهور الملاعب.
