زياد الرحباني: مهرجان الجاز يكرّم موسيقار العبقرية والتمرد

الراحل زياد الرحباني، الذي توفي عام 2025، ترك إرثاً فنياً مؤثراً في الموسيقى والمسرح.

جينا تادرس
جينا تادرس
زياد الرحباني مهرجان الجاز يكرّم موسيقار العبقرية والتمرد

ملخص المقال

إنتاج AI

يهدي مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز دورته السابعة عشرة للموسيقار زياد الرحباني، تكريماً لإسهاماته في الموسيقى العربية. يشمل المهرجان عروضاً متنوعة ويختتم بحفل "تحية إلى زياد الرحباني" بمشاركة فنانين وأوركسترا.

النقاط الأساسية

  • مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز يهدي دورته الـ 17 لزياد الرحباني تكريماً لإسهاماته.
  • الراحل زياد الرحباني، الذي توفي عام 2025، ترك إرثاً فنياً مؤثراً في الموسيقى والمسرح.
  • المهرجان يضم فنانين من 12 دولة ويختتم بحفل تحية لزياد الرحباني بمشاركة فنانين وأوركسترا.

يهدي مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز نسخته السابعة عشرة إلى الموسيقار اللبناني الراحل زياد الرحباني، تكريماً لإسهاماته الكبيرة في تطوير الموسيقى العربية ورؤيته الفنية الفريدة. توفي الرحباني في 26 يوليو 2025 عن عمر يناهز 68 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً عميق التأثير في قلوب محبي الموسيقى والمسرح في العالم العربي والعالم.

حياة زياد الرحباني ومسيرته الفنية

وُلد زياد الرحباني عام 1956 لأبوين فنيين عظيمين هما الفنانة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني. نشأ في بيئة فنية عريقة حيث تغمره الموسيقى والإبداع منذ الطفولة، ما أثمر عن موهبة استثنائية ظهرت مبكراً. بدأ تسجيل أولى ملامح عبقريته عندما قدّم لحن أغنية “سألوني الناس” لوالدته وهو في السابعة عشرة من عمره عام 1973.

اختار زياد طريقاً فنياً مستقلاً يختلف عن نمط والده التقليدي، فبنى مسيرته على التمرد الفني والنقد الاجتماعي الحاد. مزج موهبته بين التأليف الموسيقي والعزف على البيانو والكتابة المسرحية والتمثيل، ليشكل حالة فنية متكاملة تعكس روح الشارع والهموم اللبنانية.

الإبداع الموسيقي والمسرحي المتفرد

قدّم زياد الرحباني مسرحيات ناقدة للواقع اللبناني الحزين، تجمع السخرية اللاذعة مع عمق المعالجة الفنية. من أبرز أعماله المسرحية “سهرية” (1973)، و”نزل السرور” (1974)، و”بالنسبة لبكرا شو؟” (1978)، و”فيلم أمريكي طويل” (1980)، و”شي فاشل” (1983)، و”بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (1993).

Advertisement

بسّط زياد الموسيقى وجعلها قريبة من الناس، فلحّن للمطربة فيروز أغاني أصبحت علامات فارقة في تاريخ الغناء العربي. من هذه الأغاني “سألوني الناس”، و”كيفك أنت”، و”صباح ومسا”، و”يا جبل الشيخ”، و”عَ هدير البوسطة”. اشتهر برفضه الاستكانة للسلطة والطبقة السياسية، وكان ضميراً حياً ينطق بحرية عن آلام الشعب اللبناني.

مسيرة فنية امتدت عقوداً

عمل زياد في الإذاعة اللبنانية قدّم برامج إذاعية عديدة من أبرزها “العقل زينة” و”ياه ما أحلاكم”. شارك في البرامج الفنية الحية وبرامج التسجيل، وكان مستشاراً فنياً في عدد من المشاريع الثقافية. تعاون مع عشرات الفنانين، وحظي بتقدير واسع من النقاد والفن الأكاديميين.

الدورة السابعة عشرة من المهرجان

تنطلق فعاليات مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز في النسخة السابعة عشرة من 30 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 2025 في عدد من المراكز الثقافية المتميزة بالقاهرة والإسكندرية. تستضيف الفعاليات الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، وساقية الصاوي، وتياترو أركان، وساحة روابط للفنون، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية ومركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية.

يجمع المهرجان أكثر من 100 فنان من أكثر من 12 دولة يقدمون عروضاً موسيقية متنوعة تمزج بين الجاز العالمي والروح الشرقية الأصيلة. من أبرز المشاركين الفنان جوزيف تاوضروس بمصاحبة أوركسترا التسجيلات المصرية، وفرقة وسط البلد، وماركو ميزكيدا من إسبانيا، وفرقة “جميلة والأبطال الآخرون” من فلسطين ومصر وألمانيا.

Advertisement

حفل التكريم الختامي

يختتم المهرجان بحفل خاص بعنوان “تحية إلى زياد الرحباني” يشارك فيه فنانون تأثروا مباشرة بأعماله الموسيقية. يشترك في الحفل الفنانون حازم شاهين، هاني عادل، رنا حجاج، نوران أبو طالب، وعلياء ندا، بمصاحبة أوركسترا التسجيلات المصرية بقيادة المايسترو وجدي الفيوي وإخراج باسل هشام.

يُعاد خلال الحفل تقديم مجموعة من أبرز مؤلفات زياد بأسلوب فني جديد يجمع بين روح الجاز والموسيقى العربية التي ميّزت أعماله. يمثل الحفل فرصة لإعادة اكتشاف عبقرية الموسيقار الراحل وأثره الدائم على الموسيقى العربية والعالمية.