كيف اكتشف زياد الرحباني أن عاصي ليس ابنه.. التفاصيل الكاملة

كيف اكتشف زياد الرحباني أن عاصي ليس ابنه البيولوجي، في قضية مؤلمة هزّت الوسط الفني وكشفت تفاصيل صادمة عن حياته العائلية وصراعه مع دلال كرم.

فريق التحرير
فريق التحرير
رحيل زياد الرحباني.. وداع العبقري الذي هزّ صمت الواقع على أوتار موسيقاه

كيف اكتشف زياد الرحباني أن عاصي ليس ابنه.. شهد عام 2004 نقطة تحول دراماتيكية في حياة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، عندما اكتشف أن الطفل الذي عاش معتقدًا لمدة 25 عامًا أنه ابنه البيولوجي، ليس في الحقيقة كذلك. فبعد تصريحات صحفية استفزازية من زوجته السابقة دلال كرم، قرر زياد إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من أبوته لعاصي.

كيف اكتشف زياد الرحباني أن عاصي ليس ابنه

بدأت القصة عام 2002 عندما ظهرت دلال كرم في مقابلة مع مجلة لبنانية، تحدثت خلالها عن علاقتها بزياد والسيدة فيروز، وتهجمت على الفنانة الكبيرة، ونشرت رسالة كان طليقها أرسلها إلى ابنه عاصي تحذره فيها من طريقة والدته في تربيته. هذه التصريحات أثارت غضب زياد، الذي اتهم زوجته بأنها “قبضت مالاً لتقول ما قالته”، وأنها لم تفعل شيئًا سوى إيذاء عاصي.

قرار إجراء فحص الحمض النووي

في عام 2004، اتخذ زياد الرحباني قرارًا جريئًا بإجراء فحص الحمض النووي (DNA) للتثبت من أبوته لعاصي. وجاءت النتيجة صادمة: الفحص أثبت أن زياد ليس الوالد البيولوجي للطفل الذي حمل اسمه طوال 25 عامًا.

سنوات الصمت والتردد

Advertisement

رغم النتيجة القاطعة، اختار زياد الصمت لمدة خمس سنوات، بغية الحفاظ على خصوصيات العائلة وحماية الطفل من صدمة الحقيقة. خلال هذه الفترة، استمر في تقديم دعم مالي بسيط لعاصي، لكنه بقي بعيدًا عنه كما كانت علاقتهما دائمًا متوترة.

قرار الكشف العلني

بحلول عام 2009، لم يعد بوسع زياد تحمل الوضع، خاصة بعد حصول عاصي على جائزة عن فيلم قام بإخراجه، وتركيز وسائل الإعلام على كونه وريثًا لعاصي وفيروز. أشعر زياد أن الوضع بات محرجًا، خصوصًا أن الشاب أكد في أكثر من مقابلة أنه لا يؤمن بموضوع الوراثة الفنية.

الدعوى القضائية

في عام 2008، تقدم زياد الرحباني بدعوى أمام محكمة الدرجة الأولى في المتن الشمالي، والمسجلة برقم 910/2008 وموعد نظرها في 23 أبريل 2009. موضوع الدعوى كان “إنكاره أبوته لعاصي زياد الرحباني وطلب شطبه من خانته ومنعه من استعمال شهرة الرحباني وتدوين خلاصة الحكم في سجل النفوس”.

موقف المحكمة

Advertisement

دعت محكمة الدرجة الأولى في المتن الشمالي كلاً من زياد الرحباني وابنه عاصي إلى إيجاد صيغة محترمة لحل القضية، حفاظًا على قيمة العائلة الرحبانية التي تُعد منذ 60 عامًا رمزًا لبنانيًا فنيًا وثقافيًا مبدعًا. المحكمة رفضت تحديد موعد لنظر القضية وطالبت بحلها وديًا.

تصريحات زياد الرحباني

أوضح زياد في حديث لجريدة “الأخبار” أن الوضع أصبح محرجًا، ما اضطره إلى التسريع ببت الأمر بشكله القانوني الصرف. وقال: “لم أتكلم سابقًا احترامًا لحياة هذا الإنسان، كما كان من الممكن أن تُسوى هذه القضية من دون إعلام، لكن والدة عاصي لم تقم بأي خطوة قانونية متكتمة”.

أكد زياد أن هناك جهتين متضررتين يهمه أمرهما: عائلته التي لها عليه حق إنساني وغريزي، وعاصي الذي لا ذنب له بهذا الواقع. وأضاف: “عاصي مثلي، عالق في وسط هذه القضية، حيث إنني أنا أيضًا لا ذنب لي”.

تداعيات الكشف

أدى إعلان الحقيقة إلى اختفاء دلال كرم عن الساحة الإعلامية، بينما غاب عاصي تمامًا عن الظهور وأغلق هاتفه الشخصي، تاركًا حتى أقرب أصدقائه دون علم بمكانه، وسط صدمة من حقيقة نسبه وهويته.

Advertisement

الواقع الحالي

اليوم، تزوج عاصي وأنجب وهو يقيم في دبي تحت اسم عاصي الرحباني. عقب وفاة زياد الرحباني في يوليو 2025، عبر عاصي عن حزنه عبر حسابه على فيسبوك، مغيرًا صورة البروفايل إلى اللون الأسود ونشر مقولة لجبران خليل جبران عن المحبة.

خلاصة القضية

تُعد قضية اكتشاف زياد الرحباني أن عاصي ليس ابنه واحدة من أكثر القضايا الشخصية قسوة وتعقيدًا في عائلة لطالما كانت رمزًا فنيًا في العالم العربي. القضية لا تزال دون حل قضائي نهائي، لكنها تركت أثرًا إنسانيًا وفنيًا عميقًا في الرأي العام، مؤكدة أن بعض القضايا لا تطويها الذاكرة، خاصة عندما تتعلق بعائلة الرحباني التي تشكل ذاكرة اللبنانيين الفنية منذ عقود.