كيف غير زياد الرحباني وجه الموسيقى العربية إلى الأبد

برحيل زياد الرحباني، يخسر العالم العربي أحد أبرز مجددي الموسيقى والمسرح. سبع بصمات خالدة غيّرت وجه الأغنية العربية.

فريق التحرير
فريق التحرير
كيف غير زياد الرحباني وجه الموسيقى العربية إلى الأبد

أحدث رحيل الموسيقار والملحن اللبناني زياد الرحبانيوسام الأرز لزياد الرحباني (1956–2025) صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والثقافية العربية. رحل الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، تاركاً إرثاً لا يضاهى في تجديد الموسيقى العربية ومسرحها السياسي.

1. منح فيروز «الفصل الثاني» من مسيرتها

عاد زياد الرحباني لصقل صوت والدته فيروز بعيد السبعينيات.
قدّم لها ألبومات مثل «وحدن» (1979) و«معرفتي فيك» (1987)، فحوّل صوتها من مسرح الأخوين رحباني إلى أغانٍ تجسد واقع الحرب والأزمات.

2. جعل «الجاز الشرقي» صفة جريئة

ابتكر الرحباني أسلوبه الخاص المسمى «Oriental Jazz».
مزج الفانك والجاز مع المقامات العربية في ألبومات مثل «أبو علي» (1978) و«فيلم أميركي طويل» (1980)، فأضفى عمقاً هارمونياً نادراً في الأغنية العربية.

3. تحويل الموسيقى الاحتجاجية إلى سخرية لاذعة

Advertisement

اتجه الرحباني إلى النقد السياسي المبطن بالسخرية.
في مسرحياته «بخصوص بكرا شو؟» (1978) و«شي فاشل» (1983)، استخدمت الأغاني لعرض تناقضات المجتمع اللبناني دون شعارات مكررة.

4. إدخال الحميمية في الكلمات

كسر الرحباني قواعد البُلد والعواطف القصوى في الأغنية العربية.
طرق باب الحب المنتشي والحنين المؤلم في أغانٍ مثل «كيفك إنت»، فتجاوز الثنائيات التقليدية بين الغرق في الفراق أو الانتشاء الصارخ.

5. عامية بيروتية صريحة

نقل زياد اللهجة البيروتية المباشرة إلى الخشبة والأغاني.
اعتمد الكلام الشعبي السريع واللاذع، فأصبح صوت الشارع العربي صريحاً ومؤثراً كما في «البوسطة».

6. نموذج الدمج بين الشرق والغرب

Advertisement

امتد تأثيره إلى دمج الديسكو والفانك والبوسا نوفا بوضوح.
وظّف موسيقى العالم ضمن ألحانه من دون المساس بالهوية العربية، ما جعله مرجعاً لكثيرين في المشهد المستقل.

7. إرث حي لا يبهت

لا تزال أغانيه ومسرحياته تُعاد طباعتها واستعمال مقاطعها في الحفلات والمهرجانات.
تتداولها شركات الفينيل مثل Habibi Funk، وينقلها دي جي إلى جيل جديد، فتبقى أعماله نبراساً للتجديد والإبداع.

وسط الألم لفقدان شخصية فنية استثنائية، يظل اسم زياد الرحباني نبراساً للتجديد في الموسيقى والمسرح العربي. رحيله خسارةَ كبرى، لكن إرثه سيبقى موجهاً للأجيال المقبلة، كما سيبقى صوته وصوته يلامسان وجدان الناس، ويؤكدان أن الفن يمكنه تغيير العالم دون زوال.