حقق فيلم “من وراء الموج” (The Sand Castle) للنجمة اللبنانية نادين لبكي إنجازًا استثنائيًا على منصة نتفليكس، ليصبح الفيلم العربي الأكثر مشاهدة على المنصة عالميًا خلال النصف الأول من عام 2025.
الأرقام القياسية
كشف التقرير النصف سنوي لشركة نتفليكس الذي رصد إحصائيات المشاهدات عبر منصتها خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025، أن فيلم “من وراء الموج” سجل 10.8 مليون مشاهدة بإجمالي 17.4 مليون ساعة مشاهدة خلال ستة أشهر فقط. هذا الإنجاز يضع الفيلم في المرتبة 223 عالميًا من بين جميع الأعمال المعروضة على المنصة.
انطلق الفيلم على نتفليكس في 24 يناير 2025، واستطاع خلال هذه المدة القصيرة أن يحقق هذا النجاح المتميز رغم المنافسة الشديدة مع الأعمال الهوليوودية الضخمة مثل فيلم “Back in Action” الذي حقق 164.7 مليون مشاهدة.
تفاصيل الإنتاج والفريق
يعد “من وراء الموج” نتاج تعاون دولي متميز. أخرج الفيلم الأمريكي ماتي براون في أول أعماله الطويلة، وشارك في كتابة السيناريو مع الأردنية ياسمينة خراجة والمخرجة المصرية-القطرية هند فخرو.
تصدرت نادين لبكي بطولة الفيلم إلى جانب الممثل الفلسطيني زياد بكري. كما شارك في البطولة الأخوان السوريان زين وريمان الرافعي، اللذان سبق وأن عملا مع لبكي في فيلمها الشهير “كفرناحوم” عام 2018.
الشركات المنتجة والداعمة
أنتج الفيلم بتعاون بين عدة شركات رائدة في المنطقة. تولت شركة “فرونت رو” للترفيه المرئي بقيادة جيانلوكا شقرا الإنتاج الرئيسي، بالتعاون مع شركة “إمباير إنترتينمنت” بقيادة ماريو جونيور حداد، وشركة “HK Films” بقيادة هيوستن كينغ، وشركة “Akward Productions” بقيادة ماندي وارد.
موقع التصوير والسياق
جرى تصوير الفيلم في أواخر عام 2022 في محمية جزر النخيل المعروفة أيضًا بجزيرة الأرانب، وهي من المحميات الطبيعية المهمة في لبنان والواقعة قبالة شاطئ طرابلس في شمال البلاد.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2024، قبل إطلاقه عالميًا على نتفليكس.
القصة والمضمون
يحكي الفيلم قصة عائلة عربية مكونة من أربعة أفراد تجد نفسها عالقة على جزيرة نائية. تدور الأحداث حول الأبوين ياسمين (نادين لبكي) ونبيل (زياد بكري) وطفليهما آدم وجنى (زين وريمان الرافعي)، الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة بينما يخفون أسرارًا مؤلمة عن ابنتهم الصغرى.
تتكشف القصة تدريجيًا لتظهر الحدود الضبابية بين الواقع والخيال، حيث تُجبر العائلة على مواجهة حقائق قاسية واتخاذ قرارات صعبة تختبر مرونتهم وآمالهم في العودة للوطن.
التقدير النقدي والجماهيري
حصل الفيلم على تقييم 65% على موقع “روتن توماتوز”، بينما سجل 4.7 من 10 على موقع IMDb. وصف النقاد الفيلم بأنه “استكشاف قوي لديناميكيات الأسرة تحت الضغط”، مع الإشادة بالأداء التمثيلي المتميز خاصة لريمان الرافعي في دور جنى.
تصريحات المنتجين
علق المنتجان جيانلوكا شقرا وماريو جونيور حداد على هذا النجاح قائلين: “رغم كل التحديات والتوقعات السائدة في الصناعة، أصبح من وراء الموج الفيلم العربي الأكثر مشاهدة على نتفليكس، ليس بسبب حجم السوق أو خوارزميات المنصة، بل بفضل قوة قصته وشغف الفريق الذي عمل عليه”.
وأضافا: “في عالم يُعاني من الحروب والتهجير القسري وأزمات اللاجئين المتفاقمة، لا سيما في العالم العربي، لامس من وراء الموج وترًا إنسانيًا مشتركًا، فلم يقدم مجرد مساحة للتأمل، بل جسد رابطًا حقيقيًا”.
السياق في صناعة السينما العربية
يعتبر هذا الإنجاز علامة مهمة في مسيرة السينما العربية على المنصات الرقمية العالمية. فالفيلم هو التعاون الثاني بين شركة “فرونت رو” ونتفليكس بعد نجاح فيلم “أصحاب ولا أعز” عام 2022، الذي كان أول فيلم عربي من الإنتاجات الأصلية لنتفليكس.
يأتي نجاح الفيلم في وقت تشهد فيه منصة نتفليكس نموًا في المحتوى غير الناطق بالإنجليزية، حيث شكل أكثر من ثلث إجمالي ساعات المشاهدة على المنصة خلال النصف الأول من 2025. كما أن 10 من أصل 25 مسلسلًا الأكثر مشاهدة في تلك الفترة كانت باللغات غير الإنجليزية.
يمثل هذا النجاح تأكيدًا على قدرة القصص العربية الأصيلة على الوصول لجمهور عالمي واسع، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام صناع السينما العربية للتعبير عن قضاياهم وثقافتهم من خلال المنصات الرقمية العالمية.
