أعلنت شركة UTA Independent Film Group انطلاق عرض فيلم «كوتور» (Couture) للمخرجة الفرنسية أليس وينوكور، خلال فعاليات سوق فيلم برلين «إي إف إم» الموازية لأسبوع الموضة في باريس. الفيلم، الذي كان يحمل عنوانًا مؤقتًا «ستيتشز»، انتهى تصويره في العاصمة الفرنسية فبراير الماضي.
تنتمي هذه الدراما إلى فئة الموضة الرفيعة، ويستعرض عالم عروض الأزياء في باريس بأسلوب سينمائي يجمع بين البريق والعمق الإنساني. كتبت وأخرجت العمل أليس وينوكور، الحاصلة على ترشيحات جوائز سيزار، وهي من السينمائيات اللائي تشتهرن بالمعالجة الفنية للعلاقات النسائية والصراعات النفسية.
تجسد أنجلينا جولي شخصية ماكسين ووكر، مخرجة أفلام في أواخر الأربعينيات من عمرها، تصادفها صدمة تشخيصها بسرطان الثدي أثناء تغطيتها أسبوع الموضة. تسعى ماكسين، عبر العدسة الفنية، إلى توثيق القصص المكبوتة خلف الأقمشة والأضواء، مما يقودها إلى لقاءات غير متوقعة مع زميلات مبدعات.
تشمل الشخصيات الرئيسية:
- أييير أني (Anyier Anei) في أولى تجاربها السينمائية، تجسد دور عارضة أزياء جنوب سودانية صاعدة تسعى للهروب من قيود ماضيها.
- إيلا رومف (Ella Rumpf)، فنانة مكياج فرنسية تعمل في الكواليس، تضفي على العارضة حكمة صمتٍ تخفي خلفها قصة كفاح.
- لويس غاريل (Louis Garrel)، الوجّه السينمائي والمعروف بتعاوناته السابقة مع وينوكور، يعود ليلعب دور الزميل القديم لماكسين.
يكشف الفيلم عن تداخل المصائر عبر ثلاث نساء مختلفات في خلفياتهن، فتتقاطع شخصياتهن تحت أضواء الرفعات العالية للأقمشة الفاخرة، وتسبر قصة الجسد والروح والمرض والأمل في آن واحد. يعكس «كوتور» التضامن الصامت بين النساء عبر المهن والثقافات، مسلطًا الضوء على الإرادة الداخلية التي تكسر حاجز العروض الخارجية.
يتولى تمويل العمل كل من UTA Independent Film Group وHanWay Films، فيما تشرف شركة Pathé على التوزيع الدولي. ويشارك في الإنتاج كل من شان واي فيلمز و«فرانس 3 سينما»، بدعم من شبكة «كانال+» و«شركة أوسيس» وشركة «شانيل» ومؤسسة «لا ريجون إيل دو فرانس».
من المنتظر أن يحظى «كوتور» بعرضه العالمي الأول في قسم العروض الخاصة بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي في السابع من سبتمبر 2025. ثم ينافس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان سان سيباستيان السينمائي بين 19 و27 سبتمبر 2025، حيث تم الإعلان رسميًا عن انضمامه لقائمة أفلام المسابقة.
يعد «كوتور» محطة جديدة في مشوار أنجلينا جولي السينمائي، الذي يمتد لأكثر من ثلاثة عقود، متمثلة في أدوار تجمع بين القوة والعمق الإنساني. وتعكس مشاركتها رغبة في تجسيد قصص نسائية متنوعة، تتراوح بين الشهرة المعاصرة والمعاناة الفردية الصامتة.
يمثّل الفيلم فرصة للمشاهدين لاستكشاف المرحلة التي يعبر فيها الإبداع الإعلامي والفن الراقي مساحات المواجهة مع القضايا الصحية والاجتماعية. ويؤكد «كوتور» على أهمية المنصات الكبرى مثل أسبوع الموضة في باريس، التي لم تعد مجرد عروض للأزياء فقط، بل فضاءات لتبادل القصص الإنسانية واطلاق العنان للابداع المتنوع.