رُشح الفيلم التونسي “صوت هند رجب” لجائزة جولدن جلوب كأفضل فيلم بلغة غير إنجليزية. يعيد الفيلم بناء الساعات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات، التي قُتلت في غزة يناير 2024. وسيُعرض الفيلم في دور القاهرة ابتداءً من 17 ديسمبر الجاري.
المنافسة القوية
حصل الفيلم على الترشيح رغم المنافسة القوية من أفلام عالمية مرشحة. يتنافس مع أفلام من إيران وفرنسا وكوريا الجنوبية والبرازيل وإسبانيا ودول أوروبية أخرى في نفس الفئة. يُعد هذا الإنجاز خطوة جديدة في مسيرة الفيلم الحافلة بالجوائز.
تدور أحداث الفيلم داخل مركز اتصالات الطوارئ. يُجسد الممثلون دور المسعفين، بينما تُسمع صوت هند الحقيقي في تسجيلات صوتية أثناء محاولات إنقاذها. قالت المخرجة كوثر بن هنية إن الصوت جعلها “مرعوبة” عند أول سماع له.
من تونس إلى مهرجان البندقية السينمائي
صُوّر الفيلم في تونس خلال ثلاثة أسابيع نوفمبر الماضي. حصلت بن هنية على موافقة والدة هند قبل استخدام التسجيلات الصوتية. قالت الأم: “صوت ابنتي يجب أن يُسمع ولا يُنسى”.
أُطلق الفيلم عالمياً في مهرجان البندقية السينمائي سبتمبر الماضي. حصل على تصفيق استمر 23 دقيقة و50 ثانية، وهو الأطول في تاريخ المهرجان. فاز بجائزة الأسد الفضي الكبرى للجنة التحكيم، وهي ثاني أعلى جائزة بالمهرجان.
مهرجان القاهرة السينمائي
أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي اختيار الفيلم كفيلم الختام للدورة السادسة والأربعين. يُقام العرض الإفريقي الأول 21 نوفمبر 2025. قال رئيس المهرجان حسين فهمي إن هذا الاختيار يعكس إيمان المهرجان بقدرة السينما على الدفاع عن القضايا الإنسانية.
يشارك في إنتاج الفيلم نجوم هوليوود بارزون. يرأس قائمة المنتجين التنفيذيين براد بيت وجواكين فينيكس ورووني مارا وألفونسو كوارون وجوناثان جليزر. تولى المنتج نديم الشيخروحة إنتاج الفيلم عبر شركتي ميم فيلمز وطانيت فيلمز.

القصة
وثّق الفيلم محاولة فاشلة لإنقاذ هند. قُتلت الطفلة برصاص القوات الإسرائيلية مع أقاربها داخل السيارة. قُتل أيضاً مسعفان حاولا الوصول إليها. وثّقت منظمة الصليب الأحمر الفلسطيني المكالمة الأصلية.
أصبح الفيلم التمثيل الرسمي لتونس في أوسكار 2026. يُنافس في فئة أفضل فيلم دولي. يأتي هذا بعد ترشيح فيلمها السابق “بنات ألفة” للأوسكار عام 2023.. أطلقت شركة ماد سوليوشنز موسماً سينمائياً عربياً لمدة ثلاثة أشهر. على أن يبدأ عرض الفيلم في مصر وفلسطين 17 ديسمبر، ثم ينتشر في بقية الدول العربية ابتداء من 18 ديسمبر.
استخدمت بن هنية تقنية المزج بين الوثائقي والروائي. تابعت أسلوبها في أفلام سابقة مثل “بنات ألفة” و”الرجل الذي باع جلده”. قالت إن السينما لا يمكنها إعادة هند للحياة، لكنها تحفظ صوتها. أثار الفيلم نقاشاً حول أخلاقيات استخدام تسجيلات الوفاة. أكدت المخرجة أنها حصلت على مباركة أم هند واشتراكها. قالت: “أفهم أن صوتها يجعل البعض غير مرتاح، لكن غزة لا تعيش حياة مريحة”.




