شهد مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2025 تكريم خبير المهرجانات السينمائية انتشال التميمي، بمنحه جائزة لاهاي للسينما تقديراً لمسيرته الطويلة وإسهاماته الكبيرة في دعم السينما العربية والدولية.
خلفية المهرجان وأهميته
ينعقد مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مدينة لاهاي بين 25 و28 سبتمبر 2025، ويترأسه مصطفى بربوش مع إدارة فنية لوفاء مراس. يركز المهرجان على دعم السينما المستقلة وأصوات المبدعين العرب والمغاربيين، بالإضافة إلى أعمال صناعة الأفلام في الشتات الأوروبي، وذلك من خلال عروض أفلام وورش عمل وندوات وحلقات نقاش حول قضايا الهوية والمنفى والحرية والتنوع الثقافي. يعتمد المهرجان على اتفاقيات دولية مثل اتفاقية اليونسكو للتعددية الثقافية، ويسعى لربط الإنتاج العربي بشبكات التوزيع والدعم الأوروبي.
أسباب التكريم ومبررات الجائزة
منح المهرجان جائزة لاهاي للسينما للخبير العراقي انتشال التميمي تكريماً لمسيرته الحافلة في تطوير وإدارة أبرز مهرجانات السينما العربية والدولية، ومشاركته الفاعلة في لجان تحكيم كبرى مثل مهرجان “الليالي السوداء” في تالين، مهرجان سنغافورة، مهرجان جواناخواتو في المكسيك وغيرها. شغل التميمي منصب مدير مهرجان الجونة السينمائي، والمدير الفني لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، كما كان مدير البرامج العربية في مهرجان أبوظبي السينمائي ومدير صندوق “سند” لدعم الأفلام المستقلة.
تصريحات المكرّم ودلالات التكريم
أعرب انتشال التميمي عن سعادته بهذا التكريم، معتبراً أنه تقدير لمسيرته ومساهماته، وأيضاً لروح التعاون والرؤية الإبداعية التي تجمع عشاق السينما العربية والدولية. أشار إلى أنه يعتبر الجائزة تكريماً لكل الشركاء والزملاء الذين رافقوه في مشوار دعم السينما الشابة وتطويرها في المنطقة، مؤكداً أن هذه الجائزة تمنحه دافعاً جديداً لمواصلة العمل وتقديم الدعم لصناع الأفلام الشباب. كما أكد أن الجائزة تعني له الكثير لكون هولندا “وطنه الثاني” ولها موقع خاص في مسيرته المهنية والشخصية.
دور التميمي في بناء الجسور الثقافية
يشغل التميمي حالياً عضوية المجلس الاستشاري الدولي لمهرجان الجونة، والرئاسة الشرفية لمهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط، وعمل في عشرات المهرجانات بخبرات امتدت إلى برلين، لوكارنو، طوكيو، باريس، ومدن كبرى عديدة. وساهم على مدار عقود في إتاحة الفرصة أمام المخرجين العرب ليحكوا قصصهم الإنسانية المعاصرة، وفتح حوارات عابرة للحدود وكسر الصور النمطية عن مجتمعات المنطقة في الخارج. كذلك عمل مبرمجاً ومنسقاً للسينما العربية في مهرجانات من أوروبا إلى آسيا.
تأثيرات هذا التكريم على الحراك السينمائي
أشاد السينمائيون والنقاد بتكريم التميمي، معتبرين إياه حافزاً لجيل جديد من السينمائيين العرب للانطلاق نحو العالمية. كما جاء التكريم في وقت تعزز فيه المهرجانات العربية والدولية دورها كمنصات للكشف عن المواهب الجديدة، وربط المنطقة العربية بالدوائر السينمائية الكبرى عبر دعم الإنتاج، التدريب، التسويق، وتوسيع دوائر الحوار الفني والثقافي.
بهذا التكريم، يكرّس مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط رؤيته كمحطة أساسية في دعم السينما العربية المستقلة، بينما تظل مسيرة أنشال التميمي نموذجًا للإبداع والانفتاح الثقافي ومدّ الجسور بين الشعوب من خلال الفن السابع.