خاص: أحمد مراد يكشف تفاصيل جديدة عن فيلم الست

الفيلم يغطي 70 عامًا من حياة أم كلثوم، مع تحديات في الديكور والأزياء.

جينا تادرس
جينا تادرس

ملخص المقال

إنتاج AI

أثار تصريح لأحمد مراد في مهرجان مراكش السينمائي جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. أوضح مراد أن كلامه أُخرج من سياقه، مؤكداً أنه كان يشرح الفرق بين كتابة سيرة لشخصية مقدسة وسيرة لأم كلثوم، مبيناً أن الهدف كان فنياً بحتاً.

النقاط الأساسية

  • أحمد مراد يوضح أن جملته في مهرجان مراكش أُخرجت من سياقها وأسيء فهمها.
  • مراد يؤكد أن نيته لم تكن الإساءة للمقدسات الدينية، ويعتذر عن سوء الصياغة.
  • فيلم «الست» يهدف لاستكشاف الجوانب الإنسانية لأم كلثوم وكشف الحقائق.

في مهرجان مراكش السينمائي، وبينما كان الحديث يدور حول تجربة فيلم «الست» وما رافقها من تحديات فنية وسردية، وجد الكاتب والسيناريست أحمد مراد نفسه في قلب نقاش واسع اشتعل على وسائل التواصل. فخلال إحدى الجلسات الحوارية، التُقطت جملة عابرة من حديثه، وسرعان ما خرجت عن سياقها الأصلي لتتحول إلى موجة جدل امتدت خارج المهرجان، تتداولتها مواقع التواصل بكثافة. لحظات قليلة كانت كفيلة بتحويل نقاش فني بحت إلى موجة واسعة من الجدل، وتفسيرات متباينة.

في خضم الجدل الذي اشتعل عقب ظهوره في مهرجان مراكش السينمائي، اختار الكاتب أحمد مراد أن يخصّ منصّة “لنا” بردّه الأول على الاتهامات التي لاحقته خلال الأيام الماضية. فعقب الضجة التي رافقت حديثه عن فيلم «الست» وما تلاه من تأويلات واسعة، فضّل مراد أن يضع النقاط على الحروف من خلال توضيح مباشر عبر منصّتنا، إيمانًا منه بأهمية العودة إلى السياق الحقيقي لما قاله.

من اليمين إلى اليسار: الكاتب والسيناريست أحمد مراد، النجمة منى زكي، المخرج مروان حامد من افتتاح فيلم الست

أول تصريح للكاتب والسيناريست أحمد مراد

في البداية حابب أوضح أن الجملة خرجت من سياقها واتحمّلت معنى لم أقصده ولا خطر لي.
النية لم تكن أبدًا، ولا يمكن أن تكون، القيام بأي مقارنة أو توجيه إساءة فيما يتعلق بمقدساتنا الدينية.
المقارنة أصلًا غير ممكنة، ولا كانت في ذهني، ولا وردت بمعناها في السياق الذي تحدثتُ فيه.
أنا كنت أشرح جانبًا فنيًا بحتًا: الفرق بين كتابة سيرة لشخصية مقدّسة – واستخدمت كلمة رسول بصيغة عامة – وهي سيرة محفوظة وموثّقة لا يمكن التأويل فيها، وبين كتابة سيرة لشخصية مثل أم كلثوم، التي تحيط بها روايات متعددة ومتعارضة أحيانًا. الفكرة كانت تتعلق بصعوبة العمل الإبداعي وسط هذا التعدد، لا أكثر.
أخيرًا، أنا أتفهّم تمامًا انزعاج البعض من طريقة تلقّيها، وأعتذر لكل من شعر أن الصياغة لم تكن موفّقة في لحظتها.

أول رد للكاتب أحمد مراد بعد اتهامه بالإساءة إلى الرسول
الكاتب والسيناريست أحمد مراد

لحظة الانبهار بالفكرة

يستعيد أحمد مراد بداية فكرة الفيلم قائلاً: “الحكاية بدأت وأنا أعمل على فيلم كيرة والجن. كنا نبحث عن تفاصيل من حقبة العشرينات، عن الأماكن والشخصيات التي شكّلت المشهد الفني والسياسي في ذلك الوقت. أثناء البحث عن تاريخ كافيه ريش، ملتقى الفنانين والملحنين والسياسيين، اكتشفت أسماء مثل سيد درويش، محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم. ومن هنا بدأت الفكرة.”

Advertisement

ويضيف: “ركزت على أم كلثوم لأنها شخصية اتكتب عنها الكثيرً، وبدأت أقرأ المذكرات والكتب عن حياتها، لم أجد معلومات كافيه، لكني اكتشفت شيء أهم: سيرة أم كلثوم نفسها. رحلتها من طفولة فقيرة جدًا إلى العالمية، شخصيتها القوية، الصمود أمام التحديات، كل هذا جذبني بشدة.”

الكاتب أحمد مراد إلى جانب الفنانة تيلدا سوينتون التي أشادت بالعرض الأول لفيلم الست على هامش مهرجان مراكش السينمائي الدولي ٢٠٢٥

البحث والتحقيق: اكتشاف الإنسانة

مراد يوضح عمق الرحلة البحثية التي خاضها: “غصت في تفاصيل حياتها… معاناتها، قوتها، الناس الذين أحبّتهم، صراعها مع المرض، لحظات الانكسار والصعود، وهالة القدسية المحيطة بها. رأيت كيف كسرت التقاليد البالية عن المرأة، وكيف صنعت تاريخها وموسيقاها ومجدها الكبير. كل هذا دفعني لأن أقرأ أكثر، وانتهيت من حوالي ستة كتب عن حياتها قبل أن أشارك مروان حامد رغبتي في تقديم فيلم الست.”

ويكمل: “بعد أن تشبعت بالفكرة، عرضتها على المخرج مروان حامد. في البداية استغرب، وقال إن شخصيتها قُدمت من قبل. لكنه جلس معي، وشرحت له وجهة نظري: الشخصية التي رأيتها بين السطور، خلف النظارة السوداء. عندها اقتنع بأن الفيلم يجب أن يُصنع، وبدأنا مرحلة البحث الدقيق عن كل تفصيلة وكل تحول في حياتها.”

من اليمين إلى اليسار المنتج محمد حفظي، المخرج مروان حامد، النجمة منى زكي، الكاتب أحمد مراد والمنتج أحمد بدوي من السجادة الحمراء لفيلم الست في مهرجان مراكش السينمائي .

الإنسانة وراء النظارة

“الهدف كان رؤية المرأة والإنسانة خلف النظارة السوداء. استوعبت طفولتها المختلفة، نشأتها، وكيف صعدت لتصبح أيقونة. من خلال ذلك حددت الخط الدرامي للشخصية، والرحلة التي نعرضها الآن على الشاشة.”

Advertisement

في مرحلة الكتابة لم يكن هناك ممثلون متفق عليهم. انتهيت من النص، ثم قرأه مروان حامد. الخوف لم يكن له مكان، لأن التعامل مع الكتابة والفن لا يمكن أن يكون تحت شعور بالخوف. التركيز الأول كان على النص، ثم جاء اختيار النجوم، والذي لم يكن سهلاً، خصوصًا لأن الجمهور لديه صورة ثابتة عن شكل أم كلثوم.”

ويتابع: “اكتشفنا أن أم كلثوم كانت صغيرة الحجم تقريبًا بمقاس منى زكي، لكن التصوير من زوايا منخفضة في حفلاتها كان يجعلها تبدو أطول وأضخم. أرشفنا آلاف الصور من الأرشيفات والصحف لنصل لأدق تفاصيل مظهرها وحركاتها.”

صورة من كواليس تحضير فيلم الست…

التحديات الإنتاجية والفنية

“الفيلم يغطي نحو 70 عامًا من حياة أم كلثوم، من العهد الملكي إلى الجمهوري، ما خلق تحديًا هائلاً للديكور والأزياء والموسيقى. المهندس محمد عطية تولى تصميم ديكورات الفيلم، بينما تكفلت ياسمين القاضي بالأزياء، وشاميليزي بالموسيقى، ومنى زكي بالتمثيل. كل تفصيلة صُممت بعناية، مع تدريبات دقيقة للتمثيل والغناء، وساعات طويلة من المكياج والشعر يوميًا.”

ويضيف: “حتى مرحلة الصوت كانت تحديًا بحد ذاته. جلبنا خبراء Dolby وصناع الصوت من الخارج لتقديم تجربة صوتية متقنة. حتى صوت حلق أم كلثوم الملكي تم تحليله ووضع تراك خاص له.”

كما تجلّت جرأة الإنتاج في قدرته على تقديم فيلم بهذه الضخامة والوزن الفني، مع مجازفة كبيرة بسبب الشخصية المحورية للفيلم. فالقصة تغطي حقبة زمنية طويلة شهدت تحول الدولة من الملكية إلى الجمهورية، مع تغييرات جذرية في نمط الملابس والمظاهر العامة، ما جعل العمل الإنتاجي أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في نجاح الفيلم وإبرازه بشكل متكامل.

Advertisement
البوستر الرسمي لفيلم الست

ما تغيّر بعد رحلته مع أم كلثوم

“تعلمت منها الكثير: التعامل مع الناس، الإتقان، الصمود أمام الصعوبات. عاشرت شخصيتها لسنوات، قرأت، استمعت، اكتشفت أغانيها من جديد، وأدركت كم كانت إنسانة متكاملة. محبتها بداخلي أصبحت مختلفة تمامًا.” ويضيف عن ليلة الافتتاح: “قابلت عائلتها، وكانوا فخورين بالفيلم. كانت شهادة مهمة جدًا… وأهم لحظة بالنسبة لي بعد الفيلم.”

“هدفنا كان تقديم أم كلثوم الإنسانة قبل المطربة. ركزنا على لحظات الانكسار قبل الصعود. لم نتجاهل جانبها الفني، لكنه لم يكن المحور الرئيسي. أردنا أن يرى الجمهور شخصية معقدة، رمادية، تحمل القوة والضعف، تمامًا كبشرية أي إنسان.”

كشف الحقائق والإشاعات

“لم نخفي شيئًا من الحقيقة، جمعنا كل التفاصيل المبهرة سواء كانت إيجابية أو سلبية. اكتشفنا الكثير من الإشاعات التي قيلت عنها، لكن البحث العميق كشف زيفها. الحقيقة دائمًا كانت محورنا.”

“قدمت هذا الفيلم لأنني اكتشفت أن الناس لا تعرف أم كلثوم حق المعرفة. فهي شخصية لها أبعاد وبطولات كبيرة، ليست فقط على المسرح، بل في حب الوطن، وفي قوة الشخصية، وفي تعليم الأجيال. أم كلثوم نموذج للمرأة القوية، وقدرتها على التحرك ومواجهة التحديات. أنا سعيد جدًا بهذا العمل، وأعتبره واحدًا من أهم أعمالي.”

Advertisement